الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

باب الشهداء

الإحاطة بتسميات باب الشهداء بطنجة :

ذاع صيتها في الآفاق بباب مرشان و الأصل فيها باب الشهداء .و السبب في ذلك أنه لما كان الجلاء الإنجليزي و تم تدمير طنجة بالبارود لأغلب المناطق لمدة تناهز ثلاثة شهور .وحينها لم ينفجر أحد الألغام بباب القصبة بعد انسحاب القوات البريطانية.فأرسل القائد دارثموند رسالة الى علي بن عبدالله الريفي يخبره فيها بعدم انفجار الألغام الموضوعة أثناء الإنسحاب النهائي من طنجة و عين له مكانها  لأخذ الحيطة منها عرفانا له للقوات المغربية التي لم تهاجم الجيش البريطاني أثناء الإنسحاب .لكن اندفاع جنود قبائل حاحا دونما تفكيك تلك الألغام أدى الى استشهاد 8 من الشهداء بمدخل باب القصبة.و هؤلاء القتلى هم الذين دفنوا في مقابر شهداء التحرير بطنجة بزنقة المبرة وراء الحدادين و التي للأسف تم طمس معالمها من أجل تحويلها لعمارات سكنية .
و بعد هذا الحادث سمي هذا الباب بباب حاحا أو مايعرف بباب إحاحان  أولا لأن القصبة كانت مكانا مغلقا قبل فتح باب العسا و باب حاحا القريبة من زنقة أمغار د بلال .و بعد استقرار الأمور بعد فتح طنجة .أصبحت الباب تسمى باب القصبة بعدما تم تسمية المنطقة العليا من المدينة بالقصبة .سميت الباب القريبة من ساحة أمراح بباب حاحا .وفي النصف الثاني من  القرن 18 أصبح للباب إسمان الإسم من جهة ظاهره يسمى بباب مرشان و من جهة باطنه يسمى بباب القصبة ..أما في النصف الأول من القرن 19 أصبح بهذا الباب مكان مخصص لتجهيز الموتى و كان يسمى بباب الجنائز .و قد بقي ذلك البيت المخصص للموتى من أهالي المدينة  الى غاية نهاية السبعينيات.و كان به نعوش و مغاسل و محامل الموتى لكل من يحتاجها من أهل المدينة  بل تعدى الأمر أن كان بالغرفة تجهيز الميت بالكامل من كفن و حنوط و غيرها من المستلزمات لتجهيز الموتى  وقفا على فقراء المدينة  منهم .( في الصورة المرفقة باب بيت الموتى ) .و لا أدري هل تم إقفاله بالآجور الأحمر أم تم تفويت هذا الحبس و الوقف إلى قنصلية الإكوادور سابقا في المنزل المجاور لباب مرشان من جهة اليسار .
للإشارة فهذا الباب هو أقدم باب بقي في طنجة على مر العصور بعدما تم هدم باب فاس سنة 1903 الذي كان باب المدينة الرئيس.