الأحد، 3 سبتمبر 2017

سيدي الحسني

ضريح سيدي الحسني الوزاني:

بقلم الأستاذ محمد شريف الدقيواق :

يقع ضريح سيدي الحسني الوزاني بداخل الزقاق (الغير النافذ المسمى اليوم بدرج سيدي الحسني ) عن يسار النازل من براح أمراح الحاج بلال (زنقة أمراح) مستندا للحائط الشمالي من الزقاق المذكور ، عن يمينه يوجد قصر الثرية الإنجليزية باربارا هتون 
وصاحب الضريح هو أبي عبد الله محمد الحسني الوزاني المتوفى عام 1310ه/1892م على وجه التقدير ، وهو من سلالة السادات التهاميين آل وزان الإدريسيين. وكان رحمه الله ناسكًا عابدًا لا تفارق السبحة يده ولسانه لا يفتر من الأذكار وكان من الأغنياء الوسع عليهم في الدنيا  .
والضريح  المدفون فيه الآن كان من أملاكه قيد حياته، وكان مفروشا بشجرات، ولما توفي ودفن فيه صار معظما محترما ومن يتعلق به من أهل الدعاوي والجناة لا يخرج منه حرمه تعظيما وإجلالا له ، وذلك ما جرت به العادة في جميع حواضر وبوادي المغرب أن الجناة والمتهمين إذا دخلوا منزل أحد الشرفاء أو الزقاق الذي يسكنون فيه أو تعلقوا بضريح أحد الأولياء والشرفاء لا يستطيع رجال المخزن متابعتهم والقبض عليهم حينها، وذلك احتراما وتقديرا للأشراف والأولياء. وهذا يبين بوضوح مدى الاحترام الكبير الذي كان يلقاه فئة الشرفاء والأولياء داخل المجتمع المغربي عامة وأهل طنجة النجباء .
والضريح عبارة عن مسجد طوله ذاهبا مع الحائط المذكور نحو السبع خطوات في عرض نحو الأربع ونصف ومحرابه قريب التسوية مع تيامن يسير، وقبر صاحبه بوسطه تقريبا عليه دربوز وقبة يزار ويتبرك به. وذكر الشيخ السكيرج أنه كان يقام بالمسجد بعض النهاريات  والليلات . وفي سنة 1950م  قامت الثرية الإنجليزية  باربار هتون  بترميم
الضريح وجعلت به على نفقتها معلما يدرس القرآن للصبية، وتوقف ذلك بعد رحيلها. والأمر الذي يدعو للأسف والأسى الشديدين، هو أن ملاك قصر باربارا هتون الكائن في نفس الزقاق الذي فيه الضريح سيطروا عليه بطريقة غير قانونية، ووضعوا بابًا وحارسًا في مدخل الزقاق والكل ممنوع من زيارة الضريح، وأستغل الفرصة لأوجه اللوم للمسؤولين على هذه المدينة وكذلك جمعيات المجتمع المدني المهتمة بتراث مدينة، والحقيقة التي تثبتها وقائع الأحداث هي غياب الوعي وقلة الإهتمام بالتراث الإسلامي المغربي  للمدينة مقابل تمجيد التراث الأروبي.

***الصورة للضريح من الداخل تم تصويرها في أبريل 2017