الحلقة الأولى :
تصدير:
في الحلقتين السابقتين عالجت الأصل من إسم مرشان عبر حلقتين و هو الإطار
الأول لإسم مرشان في القرن الثامن عشر وركنت إلى أنه مرس شان أو الهضبة
العالية أو البرج العالي لما تدله كلمة مرس و في الحلقة الموالية قدمت نصا
للكابطان أنطوان بوريل في القرن التاسع عشر يعود تحديدا لسنة 1810م حول مرس
التجار و مرس ناس الشأن أو ناس د الشان .و قد يبدو هذا نوعا من التناقض
للكيفية التي أخذ هذا الإسم معنيان مع البقاء على أصله التركيبي المتداول و
اختلاف المعنى أو الدلالة منه .و البوم سأصحبك في رحلة جديدة من إسم مرشان
و هو الإسم برج مرشين حسب النص الذي يعود لنهاية القرن السابع عشر وتحديدا
منه ماجاء في كتاب الأنوار السنية في الأنساب المحمدية لأحمد بن محمد بن
احمد بن عبدالعزيز المذغري كان حيا عام 1101 هجري الموافق لسنة 1689 م يقول
في فقرته فتح طنجة ص 92 : و اما كيفية فتح طنجة فسببه أن خليفة السلطان
غور بأمر سيدنا الماء الذي كان يسقي منه أهلها منذ أزمان و ذلك أنه حفر
حفيرا بقرب الماء بساقية بوليف في ذلك الماء فانحدر الماء و انعكس لموضع
يسمى بقبة السلطان و اشتغل بالحفير إلى أن بلغ الأبراج التي أحدهما يسمى
ببرج الدجاج فهدمها القوم بالبارود و زادوا بالحفير حتى بلغوا قصبة مبنية
بالجير تسمى بمرشين فدخلوها عنوة ...انتهى كلام المدغري .و قبل الإستدلال
بالنص و الإستنباط منه فإن المجاهدين فإنني أقول إن كانوا هدموا برج الدجاج
بالبارود فالنص برمته ينسف من القواعد كل ما كتبته سابقا في حلقات مرش
الشان أو مرشان أو مرس الناس د الشان ذلك أن الكلام ينتهي بورود اسم برج
مرشين في نص كتب بعد 5 سنوات من فتح طنجة فيكون اسم مرشان من برج مرشين كما
في النص كما يتضح من ظاهر النص و لا مجال للتأويل أو الإجتهاد.
إلى هنا كل شيء جميل و رائع جدا ,هذا إذا كنت أتبع منهجية المدرسة الوثائقية في التاريخ و التي كانت سائدة في نهاية القرن التاسع عشر و التي من مبادئها الوثيقة أولا و لا شيء غير الوثيقة و الوثيقة آخرا غير أن تلكم المدرسة في المنهج للأسف أتبثت فشلها الدريع أمام مدرسة التاريخ الجديد في القرن 20 و التي تؤمن بالتركيب كأساس في البحث .ففي النص الذي أشرت إليه أعلاه وردت ثلاثة أسماء قبة السلطان و برج الدجاج و قصبة مرشين إلى هنا يبدو أن هذا النص صحيحا معتمدا و يعول عليه في الإستدلال و الركون إليه كحجة و أنا من جهتي أقول هذا صحيح بالنسبة للبسطاء الذين يحتجون بالنص دون النظر فيه و البحث عن صدقيته و حقيقته فهو حجة بلاشك عند الذين يأخدون بالمدرسة الوثائقية منهجا لا محيد عنه في تنزيل النصوص .لكن بحكم أنني طنجي و هاته الوثيقة لا تعنيني في شيء إن خالفت حقيقة الوصف على الأرض وواقع فهي مردود عليها بالقطع عندي حتى و لو كان على صدر الكتاب أنه مكتوب في العام 1101 هجري 1689 ميلادي لأنني لا أثق بالنص لمجرد أنه نص فهناك الحقائق العلائقية مع النص ووروده وقد لا يساوي ذات النص الحبر الذي قد كتب به .
أما أن آخذ النص بشكله الخام كما هو و ألقمه للقارئ فإنني آنذاك سأكون أدور المعلومة التي لا تبارح مكانها و نبقى في مكاننا ساكنين نصدق كل وصل إلينا بحسن نية أو غباء منا أو كسل منا في البحث لمجرد أنه نص ظاهره القدم مخطوط أو مكتوب .ليفرض عليك ذات النص حجة السلطة و سلطة الحجة فسلطة النص هي الحجية التي لاتقبل التأويل أو الخروج من بنائه أما نص السلطة فهو النص الذي وصل إليك فأصبح له سلطانا عليك أي أن النص يقيد تفكيرك و الإحتجاج به لمجرد أنه نص كما قلت ظاهره القدم ...
و أنا اليوم سأصحبكم في أمتع رحلة للبحث عن زيف النصوص القديمة و كيفية بناء تلكم النصوص و سآخذ من النص المشار أعلاه مثالا مركبا للوصول إلى نتيجتين صحة ما ذهبت إليه في السابق حول مرس الشان و النتيجة الثانية سنتعلم مع بعضنا كيف علينا أن نقرأ التاريخ على قواعد مدرسة التركيب و هي مدرسة التاريخ الجديد و هي أعظم مدرسة في كتابة التاريخ في القرن العشرين .
إلى هنا كل شيء جميل و رائع جدا ,هذا إذا كنت أتبع منهجية المدرسة الوثائقية في التاريخ و التي كانت سائدة في نهاية القرن التاسع عشر و التي من مبادئها الوثيقة أولا و لا شيء غير الوثيقة و الوثيقة آخرا غير أن تلكم المدرسة في المنهج للأسف أتبثت فشلها الدريع أمام مدرسة التاريخ الجديد في القرن 20 و التي تؤمن بالتركيب كأساس في البحث .ففي النص الذي أشرت إليه أعلاه وردت ثلاثة أسماء قبة السلطان و برج الدجاج و قصبة مرشين إلى هنا يبدو أن هذا النص صحيحا معتمدا و يعول عليه في الإستدلال و الركون إليه كحجة و أنا من جهتي أقول هذا صحيح بالنسبة للبسطاء الذين يحتجون بالنص دون النظر فيه و البحث عن صدقيته و حقيقته فهو حجة بلاشك عند الذين يأخدون بالمدرسة الوثائقية منهجا لا محيد عنه في تنزيل النصوص .لكن بحكم أنني طنجي و هاته الوثيقة لا تعنيني في شيء إن خالفت حقيقة الوصف على الأرض وواقع فهي مردود عليها بالقطع عندي حتى و لو كان على صدر الكتاب أنه مكتوب في العام 1101 هجري 1689 ميلادي لأنني لا أثق بالنص لمجرد أنه نص فهناك الحقائق العلائقية مع النص ووروده وقد لا يساوي ذات النص الحبر الذي قد كتب به .
أما أن آخذ النص بشكله الخام كما هو و ألقمه للقارئ فإنني آنذاك سأكون أدور المعلومة التي لا تبارح مكانها و نبقى في مكاننا ساكنين نصدق كل وصل إلينا بحسن نية أو غباء منا أو كسل منا في البحث لمجرد أنه نص ظاهره القدم مخطوط أو مكتوب .ليفرض عليك ذات النص حجة السلطة و سلطة الحجة فسلطة النص هي الحجية التي لاتقبل التأويل أو الخروج من بنائه أما نص السلطة فهو النص الذي وصل إليك فأصبح له سلطانا عليك أي أن النص يقيد تفكيرك و الإحتجاج به لمجرد أنه نص كما قلت ظاهره القدم ...
و أنا اليوم سأصحبكم في أمتع رحلة للبحث عن زيف النصوص القديمة و كيفية بناء تلكم النصوص و سآخذ من النص المشار أعلاه مثالا مركبا للوصول إلى نتيجتين صحة ما ذهبت إليه في السابق حول مرس الشان و النتيجة الثانية سنتعلم مع بعضنا كيف علينا أن نقرأ التاريخ على قواعد مدرسة التركيب و هي مدرسة التاريخ الجديد و هي أعظم مدرسة في كتابة التاريخ في القرن العشرين .
انتظروني في الحلقة الثانية ...مع برج الدجاج الرومي
اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور و من العمى بعد البصر .