من قصص التاريخ الطنجاوي:
ولد الذين و لالة سوليكة .. غرام و انتقام في دروب طنجة 1833 م.
هي القصة التي اختلطت فيها الأسطورة و الخيال و امتزجت بالحقيقة و التاريخ .فأنتجت غراما و انتقاما .
صول هاتشويل الفتاة اليهودية ذات 17 عاما و التي ولدت بالسقاية الجديدة بزنقة وارو .وكانت بجمالها الفاتن وقوامها الرشيق وجادبيتها تأسر قلوب الرجال في طنجة .في أحد الأيام وبختها والدتها وتلاسنتا على سبب تافه .فغضبت البنت من أمها وفرت من منزل والديها.وذهبت عند إحدى الجارات لتختبىء عندها.وصادف أن هذا البيت كان لأحد الأثرياء الطنجاويين الخبثاء .فعند دخوله إلى بيته سقطت عيناه على البنت الفائقة الحسن و الجمال لتأسر قلبه حبا و غراما وهياما وعشقا وولعا بحبها .فأصبح الرجل ميتما بها .فعرض عليها المال و المغريات من أجل أن تدخل الإسلام و يتزوجها .لكن البنت رفضت .فقام بإحتجازها في منزله الفخيم وغلق الأبواب و النوافذ عليها .فساق شاهدين وعدلين ليحرروا لها صك الإشهاد بالإسلام .وعندما تم له ذالك .ذهب إلى والديها وأخبرهم أن ابنتهم دخلت الإسلام و سوف يتزوجها .لكن صول هاتشويل أنكرت جملة هذا الأمر و أقسمت جهد أيمانها ما سوف تموت إلا على دين موسى .وبلغ الأمر بالرجل الذي ما غمض له جفن إلا لينتقم من محبوبته التي عشقها من أول وهلة رآها فيها .فذهب عند الباشا العربي السعيدي مصحوبا بشهادة الشهود الزور أن صول هاتشويل ارتدت عن الإسلام .فتم حبسها لكي تستثاب و تعود إلى الإسلام فأبت .مما جعل الباشا يكاتب السلطان بالقضية خاصة و أنها مواجهة بين طائفتين دينيتين .بعدها أمر السلطان عبدالرحمان ببعثها إلى فاس سنة 1833 للنظر في قضيتها .
و لجمالها الفاتن أعجب بها السلطان عبد الرحمان وحاول إعطائها فرصة من أجل التراجع عما تقوله علنا بأنها على دين موسى و أنها لم ترتد على الإسلام أو تدخل فيه .فاستعصت عليه و أبت ..فأمر السلطان بإستفتاء المجمع اليهودي بفاس .بالحكم عليها بالشريعة التلمودية و بمن بدل دينه .فأفتوا بوجوب قتلها علنا في ساحة عامة .وقد تم تنفيذ الحكم بفاس سنة 1834م و دفنت هناك .ليتحول قبرها إلى مزار يتبرك به ويزوره اليهود و مسلمو فاس و أطلقوا عليها لالة سوليكة lala solika ..
أما الثري الطنجاوي فهو الذي يطلق عليه اليهود ولد الذين و يقصد بها الخبيث .و يقال في طنجة و العهدة على الراوي أن هذا الشخص هو في الأصل ولد لالة دينا أي أن أمه إسمها دينا. و تم تحريف النطق إلى ولد الذين .ولم يكن من الأثرياء في السقاية الجديدة سوى ولد الدكالي و ولد أحرضان و الله أعلم .
ملحوظة : تختلف الروايات في هاته القصة و قد قمت بإختزالها من أجل تعميم الفائدة كتبه العبد إلى الله ابنعبدالصادق الريفي .