الأحد، 28 مايو 2017

الكيف في طنجة المحروسة

الكيف من المزايا عند أصحاب الزوايا :

السؤال الموجه لطنجاوا ..إذا كان الشخص يدخن السبسي فهل يقال له كيفايفي أو سبايسي أو احشايشي .وعلى اعتبار أن  الحشيش ماعرفها المغرب إلا في فترة الستينيات عندما وصلت إلينا حركة الهيبيز .حتى أنه يقال  محليا أنه في التقصيص لعشبة الكيف كانت تعلق الحشيش في الموس فيرمونها جانبا على اعتبار أن الحشيشة شيء لايصلح للتدخين ..لكنني و عند قراءتي لنصوص مكتوبة  بلغة أهل طنجة وهي  ضاربة في القدم  .كان أهل البلد يقولون للكفايفي الذي يدخن السبسي الحشايشي .و هذا شيء محير أن الحشيش ماظهرت و ماعرفت إلاما بعد سنة 1963 في المغرب .. السؤال من أين و لماذا اطلقت كلمة الحشايشي على الكيفايفي مع عدم وجود مادة الحشيش من أصله ..؟...
و في هذا السياق سيجيب عن هاته الأسئلة الراوي الأستاذ (محمد .ر ) بالتالي وقد تصرفت في الأجوبة بحسب ما يناسب هذا المقال :

قال الراوي: كلمة حشيشي هي كلمة وصلت إلينا من الشرق و هي تنسب إلى جماعة الحشاشين التي تزعمها عبدالله الصباح وكانت متمركزة في قلعة الموت في بلاد فارس ؟؟وسميت بجماعة الحشاشين لأنها كانت تخدر المريد فحين يفيق يجد نفسه مع الحور العين تم يفيق  فيجد نفسه في الواقع فيظن أن الحسن الصباح ؟يحيي الموتى ؟فياتمر بأمره؟فكانوا يقتلون رجال الدولة بخناجر مسمومة وهي فرقة شيعية نشرت الرعب.في الدولة العباسية؟وكلمة assassin القاتل بالفرنسية تحريف لكلمة حشاشين (العربية) ولذا وصلت إلى المغرب لأن التخدير كان عندهم بالكيف المركز؟؟
من مخطوط إسعاف الظريف بفوائد عشبة الكيف .ثم قال الراوي تتمة لما قاله : 
أما (الكيف)فهي (من تكييف المزاج)أي جعله لائقا (وكيف الضيوف )أي جعلهم يفرحون (والمثل يقول (كيفو يرشق عليك)
والسبسي (وهي الغليون)فكلمة تركية الأصل وهناك أسرة  السبسي في تونس ومن هنا نرى ان الكيف دخل من الشرق على يد العثمانيين من الجارة الجزائر وأجود أنواع الكيف في المغرب ؟؟للقص كيف (بن عيسو)وهو للنخبة فقط ومن اراد المزيد عليه بربطة زغبية..انتهى كلام الراوي الأستاذ محمد .ر ..و أستطرد على كلامة أن الربطة من الكيف كانت لها طقوس خاصة في التحضير قبل تقصيصها على خشبة .حيث كان ينزع من النبتة ما تعرف بالزريعة و التي تعتبر اليوم من الأدوية لمعالجة الصلع و الشعر الخفيف و الشعر المجعد .كما تنزع ما تعرف ب كحايلة ثم تقصص بشكل جيد .و بعد ذالك يتم خلط عشبة الكيف بالطابة .تجنبا للكيف المسوسة .و تلعب الطابة دورا هاما في تحلية النبتة لأن تدخين عشبة الكيف بدون طابة تعتبر خطرا .و كانت الكيف المقصوصة و المعدة للتذخين توضع في ما يعرف في كيس من الجلد يسمى بالنبولة أو المطوي و الجلد تحافظ على جودة الكيف .و أما السبسي و هي آلة تدخين الكيف و تكون من أنثى و ذكر و تكون لديها الجوا من الجلد و هذا مهم لمنع تسرب القير بعد التدخين فهي تصنع من خشب الأشجار الطبيعي و أجود ما فيه في المغرب السبسي المعروف ب حزاق لمعاز و يستخرج من شجرة الكورميج .و كل قسيمة من الكيف هي من قجار من الكيف .و أما الشقف و هي حيث يوضع الكيف للإحتراق فهو من الطين و سمي شقف لكونه من الطين المشوي و أهم شروط الشقف هو الحلق حتى يمنع نبتة الكيف المقصوصة من التسرب أثناء شطف الهواء .و من أهم مشاكل السبسي هو الترسب لمادة القير و هي مادة تشبه الزفت و هي صالحة لمعالجة البثور الجلدية الخطيرة .فكيتم تصفية السبسي بواسطة سلك حديدي أو يتم غسله بالماء الساخن .و هي من أصعب ما تواجه المدخن أصحاب البلية .و تتمة للموضوع يضيف الراوي الأستاذ محمد .ر في ذات السياق بالقول : هناك من يستعمل مصطلح نشاوي؟؟من النشوة؟وهي بلوغ ذروة اللذة؟؟وقد دخل الكيف إلى الزوايا فلم يعد من الرزايا بل أصبح من المزايا كجيلالة وهداوة والزاويةالعجيبية؟فلا تنكره ؟وللمجاديب لا تستنكره؟حسب ما ورد في المخطوط .و الفروق بين السباسة هي سبسي الشمال طويل والدخان يصعد باردا سبسي الجنوب قصير ا والسبب أن الفرنسيين منعوه فقصره الناس ليسهل إخفاءه عن أعين المخازنيةوالجيوش.

كل الطبقات استعملت الكيف لكن الطبقة الخاصة كانت تعتمد على السريةوالكتمان في جلسات خاصة ومغلقة عكس العوام الدين يعلنون استهلاك تدخين الكيف فقد كان  مستهجنا من الجميع بحيث لا يدخنون بحضرة العلماء والشرفاء؟وأمام الطعام وخصوصا الخبزهكذا كان اعتقادهم وقد أورد الرحالة الغربيون وصف جلسات الكيف لدى التجار والقيادالكبار..انتهى كلام الراوي .