توطئة
ارتبط بناء المسجد الأعظم و مسجد القصبة بفتح طنجة سنة 1095 هجري .و قد أرخت رسالة من السلطان المولى إسماعيل للقائد علي بن عبدالله الحمامي الريفي في رجب من سنة 1095 ه بالأمر ببناء هاتين المعلمتين الإسلاميتين الكبيرتين و هذا نص الرسالة الإسماعيلة نقتطف منها مايهم موضوعنا :..إذنا لخديمنا الأرضى الأنصح الأحضى القائد علي بن عبدالله أن يحوز ما يكفي المخزن من بلاد فحص طنجة التي فتح الله على أيدينا و يحوز ما يكفي المسجد لأحباسه و ما يكفي السور لأحباسه ....و كتبت الرسالة في الرابع عشر من رجب عام 1095 هجري .ما يهمنا في النص ما أورده عبدالرحمان بن زيدان ص 39 :فامتثل القائد المذكور جميع ما أمر به و قام في ذلك على ساق و بنى الأسوار و المعاقل بناءا محكما و أصلح كل ما فسد من الدور و غيرها و أسس المسجد الأعظم و مناره ثم مسجد القصبة القديمة .
لمحات من القصبة بطنجة 1-
هي المركز الدفاعي و الإدراري للمخزن و تمثل القصبة رمزا سياسيا للحكم حيث بها مركز الحكام الدائم و بها الثكنات و بها مركز القضاء و مركز العقاب كالسجون و بها بيت المال و استخلاص الضرائب المخزنية .و لكن المدينة الإسلامية لا يمكن اكتمال أركانها إلا بأماكن العبادة فكانت الأولوية تقتضي بناء مسجد بها بعدما تم بناء المسجد الأعظم جنوب شرق القصبة .وقد اختلف الباحثون في أكثر من بحث حول تحديد من بنى مسجد القصبة الحالي .حيث أن منارته الثمانية شكلت بالنسبة لهم عائقا لربط البناء بالقائد علي بن عبدالله الحمامي الريفي و بين ابنه الباشا أحمد بن علي الريفي ذلك أن هذا الأخير هو الذي اشتهر في مغرب القرن الثامن عشر بإدخال المآذن الثمانية الشكل للمغرب و هي المعروفة في كل من طنجة و تطوان ووزان و الشاون .و بقي هذا الإشكال يحيل دائما أن البناء الأول للمسجد كان للقائد علي و تمت توسعته من طرف ابنه أحمد.
2- شكوك في الوصف و اختلاف في المظهر :
لقد كانت لأبحاث كل من بوفا و كابريل شارم و جورج سلمون و ميشوبيلير في موضوع القصبة نقطة البداية في إرساء تاريخ قصبة طنجة غير أن المستشرق الشهير جورج سلمون من خلال بحثه المنشور في الدخائر المغربية تحت عنوان قصبة طنجة لم يكن موفقا بشكل كبير ,في حين أن مواطنه ميشوبيلير أجاد في بحثه المنشور في مجلة العالم الإسلامي و في فقرة القصبة التي نشرها في كتاب طنجة و ضاحيتها و بدل مجهودا متقدما في البحث بأكثر دقه من ج.سلمون .و لعل ما يسترعي انتباهنا جيدا في البحث المنشور في الصفحة 169 مضمنه :أنه لاتوجد كتابات على المسجد تدل على تاريخ الناء الحالي لكن يعتقد أن عليا بن عبدالله هو باني المسجد لكن بالقطع أن مئذنته بناها ولده احمد بن علي الريفي ووسع المسجد و اضاف إليه الأقواس و الزخارف في الوقت الذي بنى فيه القصر سنة 1737 م .
3- هاتي يديك و سنتعلم تاريخ طنجة معا و سنكتشف موضع البناء الأول لمسجد القصبة :
لقد أحالتني الشكوك بداية في مقال جورج سلمون و بعد قراءة نقدية متفحصة متعنة و مدققة اكتشفت أن المستشرق البارع جورج سلمون .اعتمد في صياغة بحثه على نمطين في منهجية بحثه .المنهجية الأولى وصفية أنطلوجية بحثة و أقحم رواية شفاهية محلية ضمن بحثه محيلنا أنها تاريخ دقيق معتمد من مصادره و قد أبان بشكل فاحش عدم قدرته التمييز بين القائد علي بن عبدالله الريفي و الباشا أحمد بن علي و السبب في هذا الأمر أن ج سلمون اعتمد على أصل تاريخي بنى عليه بحثه ذلك أنه اعتبر قلعة علي بن عبدالله الحمامي الريفي هي قصر الباشا أحمد بن علي على أساس وجود تلك القلعة عبارة عن خرائب و أطلالا معتمدا على أصل واقع في تاريخ المغرب مفاده أن السلاطين عند قضائهم على منافسيهم في الحكم يتم هدم دورهم و قصورهم و مصادرة أموالهم و اعتقد ج سلمون أن السلطان عبدالله بن إسماعيل لما انتصر على الباشا أحمد بن علي الريفي في معركة القصر سنة 1743 و دخل طنجة ,فقد هدم داره التي اعتقدها سلمون أنها هي قلعة علي بن عبدالله الحمامي الريفي .و سيظهر مقدار الخطأ الذي وقع فيه المستشرق في وصف القصر و عدم قدرته على فك شيفرة تاريخ البناء وقت سعيد مبارك التي تعني 1151 هجري 1740 ميلادي و أراد ميشوبيلير إحالة تاريخ البناء بتاريخ سكنى السلطان زين العابدين بن إسماعيل طنجة و نودي به سلطانا من طنجة على شمال المغرب .غير ان هذا الشاهد يدحضه تماما البحث الماتع الذي نشره فالديراما سنة 1953 بتطوان حول الكتابة الحائطية بقصر تطوان و التي تشبه نفس الأنماط المستخذمة في قصر طنجة و تاريخ بنائه كان سنة 1737 م و بالتالي وضح بما لا يدعو للشك مدخلا أن النمط الهندسي المتبع في كلا القصرين هو نمط مريني مغربي خالص اعتمده الباشا احمد بن علي الريفي في هندسة قصوره و بقية الأبنية التي خلفها في مغرب القرن الثامن عشر .
4 - مسجد القصبة الأول بين القائد علي بن عبدالله و أحمد بن علي الريفي :
كما أسلفت في الفقرات السابقة أن ميشوبيلير قد قام بمجهود كبير في وصف القصبة اكثر من غيره ممن سبقوه و كان لبحثه الأول حول القصبة المنشور في مجلة العالم الإسلامي و المتعلق بمتعلقات المخزن و الأحباس قد دفعه لإعادة نشره جزئيا في كتاب طنجة و ضاحيتها سنة 1921 .و كان لخريطة القصبة التفصيلية أهمية كبرى عمن سبقها من خرائط تكاد تكون عامة و غير مفصلة كما قام بها المستعرب ميشوبيلير و المنشورة في الصفحة 160 من الكتاب المذكور .
و لعل أهم مايلفت انتباهنا بشكل كبير في تلك الخريطة وجود قطعة أرضية مربعة الأضلاع مستقيمة الزوايا وسط ساحة المشور و كانت تحد بين الزنقة الطويلة و السجون مشكلة زاوية مستقيمة و بقيت فارغة حتى حدود كتابة الكتاب سنة 1921 م غير أني بما عاينته من وثائق أخرى و صور فقد بقيت هاته القطعة على حالها حتى حدود سنة 1935 .و أحالها ميشو بيلير إلى الرقم 21 في خريطته بإسم دار المعاز - كناوة .و لم يجد بيلير لنفسه تفسيرا واضحا يمكنه من معرفة السر في تسمية تلك القطعة الأرضية بدار المعاز و أحال في ص 176 تفسيرا وصفيا رآه مخرجا لإسم دار المعاز :مضمنه من الصفحة المذكورة في فقرة دار المعاز -كناوة : في ساحة بيت المال توجد قطعة أرضية أو مكان يسمى بدا المعاز المنزل الذي يأوى فيه الماعز التي تمتلكها بعض العائلات و الخدم السود ( العبيد) الذين يسكنون في بعض الخرائب القريبة حيث توجد مطابخ القصر و الرياض و المعرفة بساحة العبيد أو كناوة ..
و إن هذا الوصف يعتبر كافيا شافيا لمن يتتبع حلقات التاريخ و يستخرج من الأدلة الأجوبة عن كل سؤال قد يخطر على بال غير أن ميشوبيلير غابت عنه فطانته و يبقى تاريخ بلدتنا كما سبق لي أن ذكرت في أكثر من مرة لن يعرفه و يخبر أسراره كما نحن أهالي المدينة لأن جزءا من التاريخ المحلي مازال ينقل جيلا عن جيل شفويا قد يسمعها المتخصص و لا يأخذ لها بالا أو يعطيها اعتبارا .
و لعل أهم مايلفت انتباهنا بشكل كبير في تلك الخريطة وجود قطعة أرضية مربعة الأضلاع مستقيمة الزوايا وسط ساحة المشور و كانت تحد بين الزنقة الطويلة و السجون مشكلة زاوية مستقيمة و بقيت فارغة حتى حدود كتابة الكتاب سنة 1921 م غير أني بما عاينته من وثائق أخرى و صور فقد بقيت هاته القطعة على حالها حتى حدود سنة 1935 .و أحالها ميشو بيلير إلى الرقم 21 في خريطته بإسم دار المعاز - كناوة .و لم يجد بيلير لنفسه تفسيرا واضحا يمكنه من معرفة السر في تسمية تلك القطعة الأرضية بدار المعاز و أحال في ص 176 تفسيرا وصفيا رآه مخرجا لإسم دار المعاز :مضمنه من الصفحة المذكورة في فقرة دار المعاز -كناوة : في ساحة بيت المال توجد قطعة أرضية أو مكان يسمى بدا المعاز المنزل الذي يأوى فيه الماعز التي تمتلكها بعض العائلات و الخدم السود ( العبيد) الذين يسكنون في بعض الخرائب القريبة حيث توجد مطابخ القصر و الرياض و المعرفة بساحة العبيد أو كناوة ..
و إن هذا الوصف يعتبر كافيا شافيا لمن يتتبع حلقات التاريخ و يستخرج من الأدلة الأجوبة عن كل سؤال قد يخطر على بال غير أن ميشوبيلير غابت عنه فطانته و يبقى تاريخ بلدتنا كما سبق لي أن ذكرت في أكثر من مرة لن يعرفه و يخبر أسراره كما نحن أهالي المدينة لأن جزءا من التاريخ المحلي مازال ينقل جيلا عن جيل شفويا قد يسمعها المتخصص و لا يأخذ لها بالا أو يعطيها اعتبارا .
5- فك الرموز من التخريق و التحريق و التغريق للأدلة التاريخية :
1-لنفهم ما حدث :
كما هو معروف بالقطع أن دخول المجاهدين و الجيش الريفي و ما سمعت من قبل أن أندلسيا شارك في معارك التحرير .و قدتم عبر باب مرشان للوصول نحو القصبة حيث كان مركز القيادة البريطانية و كما هو معلوم أن القصبة كانت منطقة محصنة و مغلقة لا يمكن الدخول إليها إلا عبر بوابة واحدة كما تدل الخرائط البريطانية نفسها .و بعدما تم هذا بفضل الله و منته كان هم المجاهدين الأول ليس شرب قنينات الخمر المعتقة للحاكم مديلطون الذي غادر طنجة قبل 11 سنة من فتح طنجة .فقد كان أول مايشغل بال المجاهدين و المحاربين الشجعان هي الصلاة ثم الصلاة .و كما سبق أن ذكرت في الفقرة الأولى أن كتاب السلطان المولى إسماعيل للقائد علي بن عبدالله الحمامي الريفي بالأمر ببناء المسجد كان في رجب من العام 1095 هجري و كما هو وارد بالتواتر الذي لاشك فيه أن الفتح العظيم كان في ربيع الأول من نفس العام أي خمسة أشهر كاملة من الفتح و بالتالي كان الجيش المرابط داخل القصبة التي تعتبر رمزا للفتح , ملزما بأداء و إقامةالجمع و الجماعات من الصلاة و رفع الآذان كيف لا ؟؟و هي من صميم عقيدته و صلب تفكيره و من أجل إعلاء كلمة الله و كلمة الله أكبر حارب و جاهد و قاتل و رحل و بدل الغالي و النفيس لتحرير الأراضي المحتلة من هذا الوطن الكبير .
2-الموازنة بين مسجد القصبة الثاني و المسجد الأول :
في نص ابن زيدان إشاراتان في غاية الخطورة و الأهمية حيث قال :...و أسس المسجد الأعظم و مناره ثم مسجد القصبة القديمة و في أواخر ربيع الأول رجع لفاس من خرج منها لفتح طنجة من الأشراف و الفقهاء و الأعيان...ا.ه و نفهم من هذا النص أن المسجد الأعظم قد شيد بعد تلقي الأمر من السلطان في رجب من العام 1095 هجري و تم تشييده بمنارته أي بصومعته .بينما توقف المؤرخ ابن زيدان بالقول: مسجد القصبة القديمة ,دون أن يشير إلى منارته و يفهم من ذات النص أن المسجد الأعظم هو المسجد العتيق في طنجة .غير أني عندما أعود إلى تفكيك أحداث الفتح العظيم نجد أن المجاهدين الريفيين بداية عسكروا بمنطقة بوبانة من سنة 1678 إلى سنة 1684 م و بالتالي كان حتميا في معسكرهم هذا أن يكون لهم مسجدا و كما هو معروف أن مسجد الجامع المقراع ما سمي بهكذا إسم إلا لكونه لم تكن له مئذنة و كان يشارع إليه لمعرفته بالمقراع و هي العصا الغليظة و معناها لغويا : المِقْراعُ أَداةٌ كالفأس تُكسَرُ بها الحجارة و في البربرية الأمازيغية أقراع هي العصا هذا ما لم يكن إسمه الأصلي جامع المقراب و هو مسجد الطريق المختصرة وهذا ما أميل إليه .و غن كنت سأحتج بالقول الأول أنه جامع المقراع حيث درجت العادة في المساجد البدوية قديما ان لا تكون بمشيدة بالمآذن و بالتالي تستعمل وسائل بديلة للتعريف بمكانها كالرايات الخضراء و العصي الطويلة ..إلخ .
في ذات النص الذي أشرت إليه في هاته الفقرة أشار المؤرخ عبدالرحمان ابن زيدان إلى إشارة بالغة الأهمية بالقول : في أواخر ربيع الأول رجع لفاس من خرج منها لفتح طنجة من الأشراف و الفقهاء و الأعيان.حيث لم يبقى في طنجة إلا الجيش الريفي و جيش المجاهدين و لا يفوتني في هاته الفقرة أن أرد على ما ساقه العلامة المرحوم الدكتور عبدالله المرابط الترغي في مقدمة مقاله فتح طنجة في الأدب المنشور سنة 2000 بمجلة دعوة الحق بإشارته أن الشيخ بوعراقية كان مصاحبا للمجاهدين في حملة البريح التي أطلقت في المغرب و هذا قول ينقصه الدليل و يعتريه نوع من المبالغة و الإقحام دون سنذ و مرجع تاريخي محقق يصل إلى حد الإعتماد عليه .و على كل حال إشارة ابن زيدان أن جميع المصاحبين للحملة قد رجعوا أواخر ربيع الأول عام 1095 هجري .غير اني سآخد من هذا النص الأشراف و الفقهاء الفاسيين و لا شك أنهم كان لهم دراية كبيرة بتحديد اتجاه القبلة و مواقيت الصلاة و هو مايعرف اصطلاحا بالمؤقتين .
في ذات النص الذي أشرت إليه في هاته الفقرة أشار المؤرخ عبدالرحمان ابن زيدان إلى إشارة بالغة الأهمية بالقول : في أواخر ربيع الأول رجع لفاس من خرج منها لفتح طنجة من الأشراف و الفقهاء و الأعيان.حيث لم يبقى في طنجة إلا الجيش الريفي و جيش المجاهدين و لا يفوتني في هاته الفقرة أن أرد على ما ساقه العلامة المرحوم الدكتور عبدالله المرابط الترغي في مقدمة مقاله فتح طنجة في الأدب المنشور سنة 2000 بمجلة دعوة الحق بإشارته أن الشيخ بوعراقية كان مصاحبا للمجاهدين في حملة البريح التي أطلقت في المغرب و هذا قول ينقصه الدليل و يعتريه نوع من المبالغة و الإقحام دون سنذ و مرجع تاريخي محقق يصل إلى حد الإعتماد عليه .و على كل حال إشارة ابن زيدان أن جميع المصاحبين للحملة قد رجعوا أواخر ربيع الأول عام 1095 هجري .غير اني سآخد من هذا النص الأشراف و الفقهاء الفاسيين و لا شك أنهم كان لهم دراية كبيرة بتحديد اتجاه القبلة و مواقيت الصلاة و هو مايعرف اصطلاحا بالمؤقتين .
3- مابين القرويين و ما بين مسجد القصبة بقية من أثر :
لقد هدم المسجد الأول و بنى أحمد بن علي المسجد الجديد بالقرب من المشور و القصر في أقصى تقدير بعيد توليه الحكم بطنجة في رمضان من العام 1713 م .لكن إسم المسجد بقي إلى حدود القرن العشرين و حتى أن الفضاء الذي بقي فارغا من ذلك المكان كان يطرح أكثر من سؤال عن السبب الذي يجعل ذلك المكان قطعة أرض فارغة مع أن مساحة القصبة إجمالا ضيقة و لم يجرأ أحد على استغلالها رغم تعاقب الأزمنة ؟بكل بساطة لأنها كانت ضمن الأحباس الإسلامية بالرغم من عدم ورودها في الحوالة الحبسية لسنة 1914 ذلك أن الوثائق التي وصلت إلى ميشوبيلير هي بالقطع في مجملها مزورة أو غير ذي أهمية كبيرة بالنسبة للمخزن لأن المغاربة لم يكونوا يأكلون التبن و الشعير ليسلموا تلكم الوثائق بتلك السهولة للفرنسيين و هذا موضوع آخر و هي أصلا مبعثا للشك تلك الوثائق المنشورة لخلوها أولا من وثائق أحباس الجهاد الذي تم إلغاؤه في المغرب سنة 1915 بقوة القانون الفرنسي .فلاداعي لنأخذ بكل ما يصل إلى أيدينا أنه نص قطعي يعتمد و يعول عليه .هذا مرفوض بالنسبة لي في مدرسة التاريخ الحديث لطنجة التي أسستها كأطروحات منهجية في كتابة تاريخ طنجة .و إعادة التمحيص و القراءة من زاوية الرؤية في نصوصه أصبحت ضرورة علمية سواء الأجنبية منه أو المحلية .شيء مرفوض أن آخذ بالنصوص لمجرد أنها ورق قديم لن اسلم بها و لن تسلم به قناعاتي التي ترسخت في وجداني بما رأيته من تزوير واضح للتاريخ .
كما قلت آنفا أن بيلير أشار لنا في مقالة بحثه حول القصبة أن الركن من الزنقة الطويلة و ساحة المشور هي بقعة ارضية عارية تسمى بدار المعاز -كناوة و كما هو معروف أن تسمية كناوة قديما تعني عبيدا و كما هو معروف أن السلطان محمد بن عبدالله عندما سجن القائد عبدالصادق بن احمد سنة 1766 بمكناس .أرسل حوالي 3600 من العبيد نحو طنجة لضبط النسيج الإجتماعي الذي كان في غالبيته من الجيش الريفي و قد بقي العبيد في طنجة لمدة 12 سنة حتى سنة 1778 م .لكن ما فات بيلير في تفسيره لدار المعاز أنه لم يتفطن إلى الفارق الزمني بين فتح طنجة و بداية بناء المساجد خمسة أشهر دون احتساب الإنتهاء من بنائها .
الحقيقة أن نص ابن زيدان يحل هاته الأشكلة بالإضافة إلى نص آخر تم نشره سنة 1988 لا يتعلق بالتاريخ لكنه كالضوء الكاشف لفك هاته الرمزية إن الأشراف و الفقهاء من فاس هم من نقلوا هذا المصطلح نحو طنجة ذلك أن في صحن مسجد القرويين بفاس توجد باب بوسط الصحن يدعى باب العنزة بفتح النون لا بسكونها و هو المكان الذي يشير إلى حيث كان المحراب الأول قبل أن يوسع الجامع و تضاف إليه زيادات متعاقبة و هي ليست المعزة أو العنزة من الحيوان و لكنها العنزة بفتح النون و هي عصا في قدر رمح فيها سنان و وهي مثل الرمح يتوكأ عليها الشيخ الكبير و هي العصا التي توضع مثبثة أمام الإمام كسترة بين يديه للصلاة .وعلى ضوء هذا كان هذا الموضع يسمى مسجد العنزة و حرفت الكلمة إلى دار المعاز لطول عهد الناس بنسيان أمر هذا المكان بعد تشييد المسجد الحالي في زمن القائد احمد الريفي 1713-1743 دون نسيان بعد استيلاء العبيد البخاري على قصبة طنجة سنة 1766 و ترحيل حاشية و أبناء القائد عبدالصادق بن أحمد الريفي الذي سكن جنان قربطان من سنة 1745 إلى سنة 1765 .
كما قلت آنفا أن بيلير أشار لنا في مقالة بحثه حول القصبة أن الركن من الزنقة الطويلة و ساحة المشور هي بقعة ارضية عارية تسمى بدار المعاز -كناوة و كما هو معروف أن تسمية كناوة قديما تعني عبيدا و كما هو معروف أن السلطان محمد بن عبدالله عندما سجن القائد عبدالصادق بن احمد سنة 1766 بمكناس .أرسل حوالي 3600 من العبيد نحو طنجة لضبط النسيج الإجتماعي الذي كان في غالبيته من الجيش الريفي و قد بقي العبيد في طنجة لمدة 12 سنة حتى سنة 1778 م .لكن ما فات بيلير في تفسيره لدار المعاز أنه لم يتفطن إلى الفارق الزمني بين فتح طنجة و بداية بناء المساجد خمسة أشهر دون احتساب الإنتهاء من بنائها .
الحقيقة أن نص ابن زيدان يحل هاته الأشكلة بالإضافة إلى نص آخر تم نشره سنة 1988 لا يتعلق بالتاريخ لكنه كالضوء الكاشف لفك هاته الرمزية إن الأشراف و الفقهاء من فاس هم من نقلوا هذا المصطلح نحو طنجة ذلك أن في صحن مسجد القرويين بفاس توجد باب بوسط الصحن يدعى باب العنزة بفتح النون لا بسكونها و هو المكان الذي يشير إلى حيث كان المحراب الأول قبل أن يوسع الجامع و تضاف إليه زيادات متعاقبة و هي ليست المعزة أو العنزة من الحيوان و لكنها العنزة بفتح النون و هي عصا في قدر رمح فيها سنان و وهي مثل الرمح يتوكأ عليها الشيخ الكبير و هي العصا التي توضع مثبثة أمام الإمام كسترة بين يديه للصلاة .وعلى ضوء هذا كان هذا الموضع يسمى مسجد العنزة و حرفت الكلمة إلى دار المعاز لطول عهد الناس بنسيان أمر هذا المكان بعد تشييد المسجد الحالي في زمن القائد احمد الريفي 1713-1743 دون نسيان بعد استيلاء العبيد البخاري على قصبة طنجة سنة 1766 و ترحيل حاشية و أبناء القائد عبدالصادق بن أحمد الريفي الذي سكن جنان قربطان من سنة 1745 إلى سنة 1765 .
....الحمد لله و له المنة و الفضل فاللهم إني اعوذ بك من الحور بعد الكور و من العمى بعد البصر و لله الحمد في الأولى و الآخرة كتبه ابنعبدالصادق الريفي .