السبت، 13 يونيو 2015

المعرفة من الأسماء المجهولة و المتروكة في طنجة القديمة :أحفير :


قال أبو عبدالله محمد الصغير اليفرني في كتابه روضة التعريف ص58 نقلا عن كتاب الأنوار:في خبر فتح طنجة émoticône frown ثم حفرا حفيرا بقرب الماء المسمى بساقية بوليف في ذلك المكان فانحذر الماء وانعكس لموضع يسمى بقبة السلطان بقرب وادي يعرف بوادي اليهود من تلك المواطن فاشتغل العسكر بالحفير إلى أن بلغوا الأبراج ....فهدموها بالبارود وزادوا بالحفير حتى بلغوا قصبة مبنية تسمى بمرشان فدخلوها عنوة .ففر من كان بها من النصارى .)
فالحفير هنا في هاته الفقرة تعني لكل واحدة معنى مخصص مع بقاء نفس الكلمة. فكلمة :فحفر حفيرا بقرب الماء تعني في المفردات اللغوية الحربية البئر الموسعة فوق قدرها لكي لايتجمع الماء فيها .أما في الكلمة الثانية : وزادوا بالحفير حتى بلغوا قصبة مبنية تسمى مرشان فالحفير هنا يعني الجدث و الخندق. يقول الأنصاري وعدد الحفائر أربعة الحفير الكبير المحيط بالربض البراني و قصد بالحفير الخندق كالقبر في ضيقه وهو خندق حول اسوار المدينة .و قد بقي مكان الحفير معروفا بالإسم حتى بداية القرن العشرين و يسمى الحفير و ينطقها الأمازيع كذلك أحفير .وكان المستعرب الفرنسي ميشوبيلير قد تلاعب بنوع من الأدلة في سياق كتابه وذكره على عجل لكنه ركز أن ذلك المكان يعرف بإسم عقبة الخروبة أو طريق التلغراف الإنجليزي .و يجدر بي القول هنا أن الأسماء الدفاعية التي تحيل إلى التاريخ الحربي للمدينة حاول الأجانب طمس معالمها .كطريق الحفير التي تعرف عندنا اليوم بعقبة القصبة .كما تم طمس إسم سقالة و استبدالها بباب مرشان و سقالة هي البرج في معناها .
.إن الكتابات التاريخية الموجهة, على الخصوص الكتابات الكولونيالية .فقد لعبت أدوارا خطيرة جدا في تغيير الكثير من التاريخ و الإلتفاف على الحقائق, كباب العسة التي أحالوها بقوة القلم إلى باب العصا. كيف لا؟؟ و هم الفرنسيون أنفسهم قد فرضوا علينا نحن أبناء عائلة الحمامي الريفي التي عرفت على مر التواريخ بهذا الإسم في المصادر و المراجع و الووثائق التاريخية , بتغيير إسم العائلة إلى ابن عبدالصادق بالقوة الإدارية , في محاولة يائسة و بائسة لقطع الصلة بين تاريخ الأجيال المشترك بين الجيل الأول و الجيل المتأخر ,فإسم ابنعبدالصادق كإسم عائلي لم يعرف إلا بعد سنة 1903 في طنجة .