الجمعة، 29 مايو 2015

مقبرة شهداء معارك التحرير بطنجة 1679-1684 م



إنها المقبرة التي يكاد الناس لايعرفون عنها شيءا و التي كانت تسمى بمقبرة( سيدي ) عمار الريفي و سميت هكذا تيمنا بقائد معارك التحرير الأولى عمر بن حدو البطوئي عامل القصر حيث قاد في البداية معارك سنة 1679 التي بواسطتها تم تحرير المركز الحربي كندال و مركز حنا .وكان جيش التحرير الأول وصل نحو طنجة سنة 1678 م و في ظرف سنة واحدة استطاع هذا الجيش كسر شوكة البريطانيين بالإستيلاء على أهم مركز هو برج كندال الذي كان يوجد بالضبط في منطقة حسنونة و بالتالي استطاع هذا القائد بدهائه قطع إمدادات المياه التي كانت تصل إلى المدينة القديمة عبر وادي حسنونة الذي كان يمر عبر منطقة بيراندو ثم باب طياطرو مخترقا وسط المدينة القديمة في الحي الذي يسمى وادي أحرضان و كان أكبر نهر يزود المدينة بالماء و قد بقيت أثار هذا النهر إلى عهد قريب جدا بشارع إيطاليا .و بعد اتفافية الصلح لسنة 1680 م انتقل هذا الجيش نحو المهدية و حررها سنة 1681 م و بالتالي في طريق العودة سيصبح القائد علي بن عبدالله الحمامي الريفي قائدا جيوش التحرير حيث كان في البداية مشاركا مع عمر بن حدو البطوئي سنة 1678 و في سنة 1679 أصبح قائدا لتطوان و بقيا معا كلما عقدت راية الجهاد و التحرير .و كنت في نشرة سابقة قد أجملت المعارك و المناوشات التي قادت الجيش المغربي نحو تحرير مدينة طنجة سنة 1684 م وكانت تلك المعارك تدور في مجملها بمنطقة مرشان و هو المركز الثالث المعروف بمركز شارل .و أخص في هاته النشرة السريعة أن أغلب شهداء المعارك الأولى قد دفنوا في المقبرة التي كانت وراء الحدادين و الملاصقة للقنصلية الإسبانية الأولى بشارع بوعراقية اليوم ..وحاليا فقد أصبحث هاته المقبرة أثرا بعد عين . حيث تم اغتصاب آخر القبور فيها من طرف صانعي الحديد و قد عاينت منذ سنوات تلك الجريمة النكراء التي كانوا يقومون بها .حيث أن محلاتهم صغيرة فنقلوا أشغال ورشاتهم إلى خلف الدكاكين للإشتغال فوق تلك القبور الطاهرة .و أقسم بالله غير حانث أنه تلك الأرض أشرف بقعة في طنجة كيف لا و أن الذين دفنوا فيها شهداء بدلوا أرواحهم فداء لطنجة التي نعيش فيها اليوم .رحم الله شهداء معارك التحرير الأولى و أسكنهم فسيح جنانه