السبت، 25 أبريل 2015

الجسر البرتغالي بطنجة التزوير المعقلن في الوثائق :

توطئة :

كثير من الناس لم يعرفوا لحدود الساعة أن القاعدة المتبعة في المنهج التاريخي في المغرب هي منهجية تنبني على قاعدة أصولية دينية :-- اسطحاب براءة الأصل في النص ---  بمعنى حجية الاستصحاب أي البراءة في الأصل  وهي قاعدة يعرفها الأصوليون في مادة الفقة أكثر من غيرهم ..هذا التنزيل الديني في المنهج التاريخي لا يمكن لأي مؤرخ لديه حس المسؤولية لكشف عن الحقائق الغريبة في التاريخ أن يأخذ به لأن حبر التاريخ   الذي كتب به هو تعصب واضح و قلما يخلو نص تاريخي من الحيادية  في ثنايا النص أصلا,, لا يغفل عنه متفطن حاذق يقرأ النص من كل الأوجه المحتملة و ليس فقط الظاهر منه و  

الجسر البرتغالي :

هو الجسر البرتغالي أو هكذا وصف إسما في الصور التي ظهرت أوائل القرن الماضي و استندت الأسانيد في هذا إلى نص برتغالي تحت عنوان تاريخ طنجة خلال الفترة البرتغالية .ويقال أنه طبع سنة 1732 في لشبونة الشرقية لفيرناندو دي منييز 1614-1699م الذي تمت ترجمته إلى اللغة الإسبانية سنة 1940 بطنجة .ففي الإحالة للمترجم الفاريلي بوين أفينتورا ص 21 يقول في ما مضمنه : في الوقت الحالي يتكلمون أن في نواحي طنجة حلقات الجسر البرتغالي من جهة الشرف على نهر مغوغة الذي يصب قرب طنجة البالية هذا الجسر شيد سنة 1846 و تم إصلاحه سنة 1917 م و هو اليوم سهل على الراجلين و المركبات الربط بين فيلا هاريس و برج طوري بلانكيا ...إلخ انتهى كلام بوين أفينتورا المترجم .
من هنا  إذن سأبدأ البحث و الشكر موصول للأستاذ عبدالإله عطاء الله صديق الصفحة الذي نبهني بفطانته لوجود هذا النص في الكتاب المذكور فشكرا جزيلا له و يحفظ الله أجره لما أسداه في حلقة التاريخ التي أحاول اليوم الكشف عن حقيقتها ..أعود إلى النقطة التي انتهيت إليها .وقد فسر أو علق المترجم بوين أفينتورا على النص الأصلي في الفقرة الواردة في الكتاب الأول من كتاب طنجة تحت الهيمنة البرتغالية و يقول ما معناه فيرنادو دي منييز الذي مات سنة 1699 م في الصفحة 21 من الكتاب :...وحتى نهر مغوغة الذي يصب في 
طنجة البالية من الجهة الغربية لجبال خروبو ( يقصد الخرب ) ...انتهى كلام المؤلف .

أولا ما وجه العلاقة بين الجسر البرتغالي و بين الإحالة التي ذكر فيها الجسر البرتغالي ؟؟هذا من جهة و أصلا نص الكتاب في الكتاب الأول منه يطرح عددا من الشكوك حوله المعرفة و الوصف الدقيق لمنطقة تمتد من شرق طنجة إلى غربها حتى مضارب السمك و في نفس سياق النص يحيل الكاتب إلى مصطلح غريب في الصفحة 19 حيث قسم طنجة إلى طنجة البالية و إلى طنجة المدينة الجديدة ..و النص بذاته يحيلك أن هناك نوع من التزوير أو بالأحرى أن النص كتبه أكثر من شخص و في فترات متقطعة و ليس هنا موضوعي فك الشفرة عن تزوير التاريخ في النصوص القديمة بطريقة عالية الدقة و الذكاء كيف لا و قد تم تزوير السنة النبوية في البداية من طرف المسلمين أنفسهم ناهيك عن أعداء الإسلام .

أبدأ من النقطة التي بدأت منها و هي الإحالة التي ركز عليها المترجم الإسباني الفرايلي بوين أفيتورا في ص 21 .يذكر أن الجسر بني سنة 1846 و تم إصلاحه سنة 1917 م .لكن عندما تدقق في النص تجده يحيلك أيضا إلى الإعتماد على قالوا و سمعنا و هي لعبة في غاية الغباء لسبب بسيط جدا ماالداعي الذي يجعل المغاربة يسمونه أصلا بالجسر البرتغالي و كيف أغفلت كتابات البعثة العلمية الفرنسية ذكر هذا الجسر إن كان موجودا من أصله .صحيح أنه في الخريطة لضواحي طنجة سنة 1906 يوجد إشارة لجسر و لكن هل هو الجسر الذي في الصورة التي حيرت عقول و طرحت التساؤل ؟؟؟ لمثل هذا التزوير لا يمكن للقارئ العادي اكتشافه و بالتالي مرور الوقت يعني تضمين المعلومة المزورة و ترسيخها  بشكل معقلن و سهل ..

التحليل للكشف عن التزوير :

في سنة 1913 صدرت مجلة إليستراسيون في البرتغال تؤرخ لزيارة إحدى اليهوديات السفردين نحو طنجة و في طيات تلك المجلة تم إقحام صورة لجسر غامض بنفس المواصفات للجسر الذي يظهر في البطاقات البريدية و كتب على التعليق الجسر البرتغالي في طنجة .و في ذات الوقت ظهرت سنة 1914 بطاقات بريدية تؤرخ لجسر برتغالي في طنجة هذا الإسناذ هو الذي جعل الفرايلي بوين أفنتورا يعتبره صحيحا لا يشق له غبار كدليل حقيقي ..قد يعتقد البعض أن هذا صحيح و أنا سأسألكم سؤالا بسيطا و نحن في 2015 قبل بناء أي مشروع يعمل له تخطيط هندسي و آخر بالرسم تصويري .تصور أن تلك المخططات بقيت محفوظة لمائة عام و لم يتم مطلقا بناء ذات المشروع فماذا سيقول الذين سيعثرون على تلك المسودة في سنة 2115 .م و لقد رأيت في إحدى المجلات الصادرة في سنة 1952 م تؤرخ لدراسة مشروع الربط القار بين طنجة و إسبانيا تقول ذات المجلة أن العمليات الأولى بدأت سنة 1880 م ..و خلي الوثائق الجامدة تتكلم .على كل حال تمعن جيدا في الصورة و بشكل دقيق على حواف الجسر ستجد بكل بساطة أنهم كانوا منذ 100 عام خلت من قبل كانوا يتقنون الفتوشوب بدقة متناهية ..أما السبب من كل هذا كله فكان المجلس الصحي الدولي يسرق الدول الداعمة له فالطريقة و الوسيلة الممكنة له ذلك هي تهييء دلائل ورقية من أجل الحصول على المال و هكذا دواليك وقع في الفترة البريطانية عندما كان الحكام البريطانيون يصورون طنجة كأنها باب الجنة الموعودة و لا نجد لآثارهم أي شيء و كانوا يحيلون السبب أنهم خربوا المدينة بالبارود قبل خروجهم ..من يسمع الباروود يظن أن تلك المادة كانت متوفرة بكثرة بكميات هائلة حتى استطاعوا تخريب المدينة كلها و لم يتركوا أثرا و لا حجرا ...ما هو على الورق ليس ماهو مطابق على الأرض ...وخا يكون المحدث حماق السامع يكون بعقلو