الأحد، 30 نوفمبر 2014

سور المعكازين تلاحقه لعنة لالة فريجة المدفونة في حديقته:



لأول مرة الوثائق الغير المنشورة حول تاريخ طنجة
انفراد خاص لأصدقاء صفحة تنكا تنجا
حكم و اقوال: خفف الوطء ما أظن أديم ... الأرض إلا من هذه الأجساد
إن رحلة الجغرافيان العسكريان الإسبانيان alvaress ardanuy et galbis avella سنة 1885و 1886 في المهمة السرية التي دخلا بها إلى طنجة من أجل وضع خريطة محلية لكل تراب طنجة في ذلك الوقت لتعتبر بالمهمة الصعبة و المستحلية و المحاطة بالسرية البالغة و القصوى غير أن صعوبة المهمة و توغلهما نحو المغرب العميق لم يكتب لها النجاح الكامل وهذا هو السبب الذي يجعلنا نعتبر خريطة القائد سيلفا من جبل طارق أول خريطة رسمية مخزنية لطنجة سنة 1888م و تفيد هاته الخريطة المخزنية أن العدد الكلي للدور و المحال داخل الأسوار لمدينة طنجة سنة 1887 يصل إلى 2500 في المجمل وعلى الرغم من أهمية تلك الخريطة إلا أن اقتصارها على المدينة القديمة التي داخل الأسوار تعتبر إحدى أحد نواقصها ..غير المهمة الأولى للإسبانين سنة 1885 م تم استكمالها لحسن الحظ سنة 1906م ولقد استكملها كل من alvaress ardanuy et leon apalategui et aza alvarez ..و بعد التدقيق في تلك الوثيقة البالغة الأهمية نجد إشارة واضحة ورسم لروضة لالة فريجة وكان قبرها تماما حيث توجد اليوم المراحيض في السور المعكازين على اليمين بثلاث أمتار..وعند مناقشتي مع صديقنا حسن كينغ حول الفرق بين كلمة الروضة المشارة على الخريطة و كلمة المقبرة قال لي أن الروضة هي مقبرة صغيرة تكون في الخلاء أو في أرض معشوشبة ..وعند تدقيقي في الخريطة وجدت أنه كان أحد الأودية الصغيرة على شكل جدول في المنحذر حيث توجد اليوم زنقة أنوال و مجرى مائي آخر يمر وسط سور المعكازين ليلتقي على شكل دلتا مثلثة على قبر لالة فريجة المرسوم إسمها على الخريطة وهذا يؤشر بالضرورة أن سيكون حول قبر لالة فريجة بعضا من القبور المهملة أو المستوية بالأرض .ووجود هاته القبور في سور المعكازين هو السبب الذي جعل في ذلك الوقت عدم قدرة الأجانب على الإستحواذ على تلك البقعة التي هي الآن تمتد عرضا من زنقة أنوال إلى زنقة خالد بن الوليد و طولا من شارع باسطور إلى وسط زنقة أنوال..لقرب عهد الناس بتلك القبور و ماكان للأجانب من بد سوى احترام مشاعر الأهالي و هذا الأمر هو الذي أخر ميلاد سور المعكازين كحديقة إلى مابعد سنة 1940 تاريخ دخول الإسبان لطنجة و هي السنوات الخمس العجاف التي عرفتها طنجة من فوضى و غياب القانون و عام الجوع مما عجل بالأستحواذ على الأراضي القريبة من الأسوار القديمة و البناء عليها ..هذا بإختصار قصة لعنة الموتى الذين في سور المعكازين و هنا أتذكر قول الشاعر أبو العلاء المعري :خفف الوطء ما أظن أديم ... الأرض إلا من هذه الأجساد