الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

حكاية طنجة عندما بدأ تاريخها في نظر البعض عارا

أصبح مدخل مقربة بوعراقية يسمى بقوس العار في نظر ضعيفي النظر و الثقافة ..و سوف أبدأ من حيث انتهيت في المرة السابقة ..و سأحاول لملمة جزئية صغيرة من تاريخ البلدة وهو السؤال البسيط لماذا اختار أهل البلدة أن يكون باب المقبرة الإسلامية الرئيسية للبلدة في هذا المكان بالضبط و هي في الأصل ليست مقبرة بوعراقية لأن بوعراقية يمتلك فقط عرصتين في الجانب الأعلى القريب من بارك بروكس سابقا أو كما يسمى عندنا من مكان قبة السلاطين ..و في البدأ لم يكن للمقبرة الإسلامية الرئيسية للبلدة سور لأن تسوير المقبرة جاء ضرورة ملحة بعدما بدأ الأجانب يدخلون طنجة و يستوطنونها بكثافة وكان تسوير المقبرة الإسلامية بشطريها السفلي و العلوي بداية 1904 و في هذا الطريق الذي يسمى طريق بوعراقية كان هناك طريق صغير يتوسط جانبي المقبرة و عند التسوير أصبح من الضروري جدا عمل مدخل رئيسي و مداخل أخرى صغيرة ..وهنا مكمن السؤال متى و أين بدأت نواة المقبرة الإسلامية في طنجة ؟؟؟بطبيعة الحال بعد الفتح مباشرة سنة 1684 م وكانت في البداية في جانب الحدادين الذين هم اليوم أمام باب المقبرة الذي يسمى عند بعضهم بقوس العار و عندما فتحت الطريق فصلت المقبرة عن بعضها الجانب العلوي و الجانب السفلي و كما هو ثابت في الوثائق فإن المقبرة السفلية برمتها التي هي الآن انتزعت منها مقابر الطنجاويين و طبعا لكل طنجاوي بالضرورة له عزيز عليه قد دفن بتلك المقبرة العريقة كان قد حبسها محمد بن عبدالمالك الريفي سنة 1792 تقريبا لتكون مقبرة غسلالمية خالصة لكل الطنجاويين و كان قد أشترى تلك الأرض من بنات القائد الباشا أبو العباس احمد بن علي الريفي .و السؤال لماذا اشترى محمد بن عبدالمالك تلك الأرض ؟؟بكل بساطة لأن مقبرة المجاهدين الأوائل كانت في الأرض التي توجد عليها دكاكين الحدادين و الأرض التي وراء تلك الدكاكين و التي تلاصق القنصلية الإسبانية القديمة بطريق بوعراقية و التي مازال بنيانها قائما إلى اليوم ..إن الأرض الفارغة وراء تلك الدكاكين جمعت خيرة شهداء التحرير في طنجة حتى أن القائد علي بن عبدالله الحمامي الريفي أوصى بدفنه هناك بعدما أصابته رصاصة من مكحلة في الحصار الذين كان يقيمه على ثخوم سبتة سنة 1713 م ..و الخلاصة دون أن اطيل عليكم أن إقامة تلك البوابة التي توصف بالعار اليوم ما عملت هناك إلا لتشير لمقبرة الشهداء و خاصة قبر القائد المجاهد علي بن عبدالله الريفي الذي توفي في طنجة في 29 شعبان من العام 1713 م ..فضرورة الطريق جعلت من المقبرتين أن تنفصلا و هذا هو السبب الجوهري الذي جعل عائلة الريفي تنقل رفات القائد علي بن عبدالله الريفي نحو بوبانة في المجاهدين سنة 1910م .و بقيت قبور الشهداء هناك و قد وعيت و رأيتها كلها بنفسي غير أن الجشع عند الحدادين و صناع الحديد جعلوا في وقت سابق من تلك الأرض مكانا لعملهم فدمرت تلك القبور الطاهرة بأيدي آثمة بسبب الجهل و الطمع و إنها لأشرف بقعة كانت في طنجة ..و الحمد لله أن سخر الله و قيد أمره و بقي قوس باب المقبرة شاهدا على الخطيئة الكبرى في حق قبور شهداء طنجة ..و عندما سيسعني الوقت سأصور تلك الأرض العارية التي دنست بأفعال البشر ..على رفات جنوذ و مجاهدين سعوا و ضحوا من أجل طنجة لنكون عليها اليوم و ماحافظنا على الأمانة و ما 
كرمناهم لنحاسب أنفسنا من نكون و من كانوا ..للحديث بقية ..