الأحد، 14 سبتمبر 2014

حوار مع جريدة لاكرونيك


النص الكامل الذي ورد في جريدة لا كرونيك 

نبذة تعريفية بصاحب الصفحة :
أفضل أن يكون عملي و ما أقدمه هو من يعرف بي ,ولا أزكي على الله أحدا.وإن كان حتما التعريف بنفسي فسأقول فقط  ابن عبدالصادق الريفي رئيس تحريرومؤسس صفحة تنكا تنجا على موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك  منذ سنة 2009 .و سأدع الجواب لمتتبعي الصفحة عن هذا السؤال لأنهم يعرفونني أكثر مما أعرف نفسي  .

كيف جاءت فكرة إحداث صفحة تنكا تنجا :

بداية انطلقت الفكرة من المدونة ابن عبدالصادق الريفي  على موقع بلوك سبوت و تزامن تأسيس الصفحة معها بداية سنة 2009 تحت إسم علي بن عبدالله الريفي قبل أن يتم تغييره بإسم تنكا طنجا سنة 2011 لأنني رأيت اسم طنكا تنجا أوسع دلالة و تعبيرا عن تاريخ طنجة المحلي البلداني .و الحقيقة أنني ما تفاعلت مع الصفحة  بصورة مستمرة و بالشكل الحالي إلا في غشت سنة 2012 لأنني كنت منصرفا عنها في المدونة ..لكنني بدأت ألاحظ انتشار الفيسبوك ونجاح الموقع الأزرق على المدونات وأصبح  أكثر قربا لدى الناس من المدونة فاتجهت نحو الصفحة من جديد وبدأت العمل على موضوع محدد يتلخص في تقديم تاريخ طنجة بشكل مبسط على شكل قصاصات أو برقيات صغيرة مصحوبة بصورة. دونما الدخول في تفاصيل بحثية تتعب المتتبع على الفيسبوك تجنبا للملل ومن أجل استقطاب اهتمام الفئات التي كانت لا تهتم أساسا   بموضوع التاريخ  لتمتزج التسلية مصحوبة بالفائدة ..مع استمرار التتبع وتقديم مادة متماسكة مترابطة من حيث الشكل و البناء الموضوعي ..

كيف جاءت فكرة إحداث صفحة تنكا تنجا فردية أو جماعية :

صفحة تنكا تنجا هي فكرة و إدارة و مبادرة فردية مني . وأقوم بهذا العمل بشكل تطوعي ومجاني من أجل ترسيخ ثقافة تاريخية محلية طنجاوية  لدى الشباب و سكان طنجة و محبي هاته المدينة التاريخية  العريقة ..و لأنني أعمل بشكل فردي فهذا هو السبب الذي يجعلني لا أرد على التعليقات أو لأن ذلك يأخذ مني وقتا لا يستهان به في تهييء المادة التي سيتم نشرها لاحقا .لذلك أعتذر من الجميع إن كنت مقصرا في الرد على بعض الرسائل التي تصلني .

بماذا تتميز صفحتكم عن باقي الصفحات التي تهتم طنجة :

بكل بساطة صفحات طنجة الأخرى غارقة في موضوع النوستالجيا و تكاد تكون صفحة واحدة بوجوه متعددة في النهاية لا تجد اختلافا كبيرا بينها وللأسف هي جهود مهدرة لأنها سقطت في التكرار الممل.. ومع هذا كله فهي تساهم في التعريف بالمدينة بأسلوبها فلا بأس من وجود هذا التنوع ..لأن سوق الفيسبوك يرتكز أساسا على الإستقطاب الكمي للمتتبعين ..في المقابل صفحة تنكا تنجا جعلت من الصورة موضوعا يستفاد منه من زوايا متعددة , و مع مرور الوقت ستصبح هاته الصفحة أداة مرجعية و مفتاحا للتعريف بطنجة القديمة و بتاريخها حيث حاولت ربط المتلقي بالمكان و الزمان أكثر من الإرتباط بأسماء الأشخاص و الشخصيات و هي منهجية متعمدة انفردت بها الصفحة في تقديم مضامينها كما ركزت الصفحة على توثيق ذاكرة المكان بأبعاد متعددة وأوجه مختلفة من أجل ترسيخ المعلومة في ذاكرة المتلقي  و دفعه  لتتبع  تاريخ طنجة المحلي أو ما يعرف اصطلاحا بالتاريخ البلداني ..

كيف تفسرون إدمان أبناء طنجة بالداخل و الخارج على صفحة تنكا تنجا :

المتلقي فطن و ذكي و يستطيع بسرعة التمييز بين الأعمال التي يتلقاها فهو الحكم الفيصل في النهاية و له قدرة خاصة لمعرفة الجيد من الرديء ..صحيح أن الصفحة لم تقدم كل شيء عن تاريخ طنجة لكن المستفيذ الأكبر في النهاية هو الذي يتتبعها بشكل دائم و مستمر لأنه يتلقى المعلومة جاهزة ويستطيع في النهاية تكوين و استنباط الدلالة الموضوعية لتاريخ طنجة بشكل مبسط و غير ممل ..أما عن الإدمان على الصفحة  فأعتقد جازما أن عنصرالثقة المتبادلة أضفى صبغة  المصداقية للصفحة و في .رئيس تحريرها  .وهذا شيء مشجع على الأقل في هاته المرحلة التي أحاول فيها جاهدا ربط االطنجاويين بتاريخهم و ثقافتهم و هويتهم  المحلية و استعادة الثقة بشخصية الإنسان مع الأرض التي هي من مقومات الترابط بين الفرد و المجتمع المحلي  من أجل نهضة محلية سواء ثقافيا أو تنمويا .

لماذا اخترتم هذا الإسم بالضبط تنكا تنجا :

كما قلت أن الصفحة أساسا تم تأسيسها  على ذكرى المجاهد أبوالحسن علي بن عبدالله الريفي الذي فتح طنجة سنة 1684م. لأنني لم أرى شخصية ظلمها وجحدها  التاريخ المحلي  أكثر من هذا الرجل .لكن بعدما استقر العزم على الإشتغال بصورة مستمرة  و شكل أوسع على موضوع تاريخ طنجة البلداني  ارتأيت أن أطلق عليها اسم تنكا بناءا على مجلة تاريخية متخصصة  كانت قد صدرت سنة 1953 بطنجة في عدد وحيد توقفت في حينها  أصدرتها شركة التاريخ و المآثر القديمة بطنجة و هي الجمعية المتخصصة في هذا الباب لكن للأسف أن الجمعية تم حلها سنة 1969 و آلت محتوياتها إلى متحف القصبة ..وتم ضياع العديد منها في ظروف غامضة خاصة تمثال المراة المجدوعة الأنف .هذا من حيث اسم تنكا أما تنجة فهو من التعاريف الإسمية لمدينة طنجة ينظر في هذا كتاب المغرب المجهول لمولييراس ج2 بمزيد من التفصيل .

أحيانا إجابتكم تعكس عن ضيق صدركم للرأي المخالف ألا تظن ذلك يعكس سلبا على مصداقيتكم ؟؟

بالعكس تماما الرأي الآخر و النقد البناء مرحب به من أجل تعميم الفائدة و تصحيح ما سقط سهوا أو تقصيرا  .لكن عندما يكون الرأي المطروح على أسس واهية و بعيدا عن جوهر و بنيوية الموضوع المنشور فحتما يقضي الأمر مني كرئيس للتحرير قطع الطريق على كل من يريد لفت الإنتباه و التشويش على الآخرين و الإمتطاء على الصفحة ..وإنني أريد أن أوضح هاته النقطة لأنه في الآونة الأخيرة خسرنا عددا لا يستهان به من الأصدقاء في الصفحة لأن تعاليقهم كانت تنظر لبعض المواضيع المطروحة بشيء من الإستخفاف و الإزدراء وهذا جهل منهم بالتاريخ المحلي للبلدة القديمة وليس لديهم استقراء جيد لمحتوى الصفحة وعدم قدرتهم على التمييز ما بين هو تاريخي و آخر اجتماعي و آخر انتروبولوجي وهاته العلوم كلها لها منطلقاتها و أسسها المنهجية  البحثية وهذا هو الأساس المنهجي  و الإرتكاز الثلاثي الذي أقدم به مواضيع الصفحة ..هذا الخلط في الفهم لدى بعض المتلقين وعدم القدرة على التمييز بين المواضيع المتداخلة من حيث المنهج فيما بين الفقرات و حيث أن لكل علم من تلك العلوم منهجية خاصة في الطرح   جعل البعض يعتقد خطأا وعن سوء فهم أنني أحاول تمرير خطاب محدد ارتبط أحيانا بالإتهام بالعصبية و تارة أخرى بالعنصرية  ..لذلك كان الأولى بهم  عوض الكلام المستهجن و الفارغ في محتواه أن يطرحوا الدلائل التي تعكس أو تناقض الفكرة المطروحة و ليس السخرية في التعاليق بذلك الشكل المحتقر وهذا إن دل عن شيء فإنما يدل عن جهل في الإدراك سامح الله من أساء إلي بقصد أو غير قصد ...

لماذا اخترتم العمل في الغرف المغلقة بدل العلن :

لوسألتني متى عرفت تاريخ طنجة سأقول منذ 29 عاما ولو سألتني متى بدأت رحلة البحث سأقول منذ 21 سنة ومع هذا لست مقتنعا كفاية  بما اطلعت عليه في الحلقة المفقودة من تاريخ طنجة. فما أقوم به على الفيسبوك و المدونة  هو جزء من عمل كبير يبدأ من تهييء الأرضية و ربط الصلة بين العناصر الثلاث : الجيل والتاريخ و المدينة.. إنه عمل تعليمي و تثقيفي شاق لكن نتائجه ستكون مرضية للجميع.. لأنني اشتغلت في المادة البحثية مع أساتذة و طلبة جامعيين فيما يتعلق بتاريخ طنجة البلداني منذ 14 عاما و مازلت في رحلة التعلم و الإطلاع من أجل المعرفة و الإحاطة ..و أظن أن ما قمت به في الفيسبوك  من أجل تقديم صفحة بهذا الشكل كأداة مرجعية يستطيع أي أحد في طنجة  أن يفخر أمام الجميع أن لطنجة صفحة مختلفة عن باقي الصفحات في المدن الأخرى  بالمغرب ..  جادة ومرجعية يركن إليها  في تفاصيل المدينة القديمة.. و هو في النهاية عمل اشتركنا فيه جميعنا خصوصا الذين كانوا و مازالوا يساندون الصفحة لا يجمعنا سوى حب طنجة و العمل من أجلها وهنا تكمن قوة ودلالة هذا العمل البسيط ..و أتمنى أن أكون قد وفقت في هذا..وشكرا جزيلا لكم على هذا الحوار .