الإستدراك على الخطأ لمعنى كلمة هينون :
اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور .
في نشرة سابقة كنت قد فسرت كلمة هينون المتداولة في طنجة أن أصلها من الفلم الأمريكي hight noon .و هذا و العياذ بالله من أفحش الأخطاء الجسيمة التي وقعت فيها .ذلك أن كلمة هينون هي كلمة أقدم بكثير من ظهورها في عنوان فلم أمريكي .و فسرت في معجم الدارجة المغربية : أن الهينون تعني عنفوان الشباب و تنفرد هاته الكلمة فقط في منطقة طنجة و في منطقة الأغواط بالجزائر ضمن جملة مركبة = دجا الهينون= في سياق مبالغة أو إسراف في شيء أو تصرف ما و تقال له دجا الهينون حتى يتهدأ و يعود لحالته الطبيعية و تقابلها في طنجة برد أو تهدن .
لكن بما أن معناها المستعمل بطنجة يعني العنفوان و الشباب بحسب ما وصل إلينا و ما سمعناه ...فهذا لا يعني أن ما وصلنا و مانتداوله هو الصواب.
فكلمة هينون هي كلمة عربية أصيلة أصلها من إسم هين و هي صفة مشبه و جمعها هينون بالشدة على الياء و أهوناء للمذكر و لها ثلاث معاني بحسب سياقها الحقير و الوقور و اليسير .
السؤال لنستعمل عقولنا و سنفهم كيف جاءت هاته الكلمة و دخلت للدارجة و ما السبب الذي يجعل الكلمة متداولة في منطقة طنجة دون غيرها من مناطق المغرب .
الجواب في هاته الجملة :
إن الزناعم والرباطم..
و تعني بها إن الزنا قد عم و الربا قد طم .فعندما قرأها الطالب عند الفقيه قرأها جملة واحدة الزناعم و الرباطم بالفتح و كسر العين و نفس الشيء وقع لمن قرأ هينون فعوض أن يقرأها بالشدة و الكسر على الياء قرأها بسكون الياء .فأصبح قارئها مسخرة و سخرية أمام الطلبة .فقد يكون قد لقب الطالب بالهينون سخرية عليه و سارت على لسان العوام و الناس و هي نفس المشكلة التي سقط فيها من قرأ إن الزنا عم قرأها بالفتح و كسر العين عوض أن يقرأها على أساس كلمتين .
ما أردت الوصول إليه هي أنني بريء مما قلت سابقا و قد أخطأت حول كلمة الهينون و نسبت أن أصلها من الإنجليزية .فربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا .اللهم أني بريء مما قلت.