الخميس، 5 فبراير 2015

ملحمة استرداد طنجة : 5 فبراير 1684


الخامس من فبراير 1684 م يوم فرار البريطانيين من طنجة صاغريين مندحرين منهزمين من أتون الحرب و جحيم الحصار الذي فرضه جيش الريف على طنجة :
يوافق 5 من فراير سنة 1684 الصامن عشر من صفر 1095 هجري حيث لم يجد البريطانيون سوى البحر للهروب من طنجة بعد احتلال دام 22 عاما و سوف أكشف لأول مرة في تاريخ طنجة كيف صنع أبطال الجيش الريفي ملحمة الأجيال و مفخرة البطولة الطنجاوية للظفر بمدينة طنجة و عودتها إلى انتمائها المغربي و أحضان تراب الأرض ..عكس ما يروجونه في الكتب و الأحلام و المرضى بعقدة الأجنبي أن طنجة تركها البريطانيون خاوية و دخول الجيش الريفي لطنجة دون قتال أو مقاومة و تلك الأخبار الزائفة و التي طالما روج لها الزياني في بستانه و مؤرخون آخرين بسبب حسابات ضيقة و تصغير حجم ملحمة الجيش الريفي الذي طالما عرف عنه أنه حرر الثغور و أعاد الهيبة لإسم المغرب ..و لا أطيل عليكم سوف تفهمون كيف حصل هذا النصر العظيم و تحرير أم المدن المغربية طنجة العالية الغالية على قلوبنا ..
بعدما استعصت طنجة بأسوارها المنيعة على جيش الريف كان القدر قد سخر القائد أبو الحسن علي بن عبدالله الحمامي الريفي لقيادة جيش الريف بعدما انتهى من فتح المهدية و أصبح قائدا على تطوان في العام 1090 هجري الموافق 1679 ميلادي هذا التحول في القيادة جعل من هذا البطل الحربي يغير على ثخوم طنجة في 15 ماي سنة 1680 م و استطاع بخبرته الطويلة في الحروب و افتكاك المدن المغربية من الإحتلال تغيير الوجه القتالي لما كان معهود له عند البريطانيين حيث كانت جل الدفاعات الربيطانية تتركز في الجهة الجنوبية الشرفية للمدينة انطلاقا من برج كاترين و الذي هو الآن باب البلاصا د اللحم في الصياغيين و نقطة الإرتكاز ايرش تاور أو برج إيريش الذي ما زالت إلى اليوم أجزاء منه بجهة حومة بني يدر و كانت تلك الدفاعات تصل حتى الشرف و المرتكز الآخر من جهة أسفل قبة السلاطين أي منطقة الرياض الإنجليز اليوم وصولا إلى فنذق الرياحي عبر فنذق الحدورة ...هاته الصيغة المحكمة التحصين للبوابة و الأسوار المنخفضة جعلت من القائد علي بن عبدالله الحمامي الريفي تغيير الخطة الحربية بتحويل المعسكر نحو هضبة بوبابة حيث اليوم مقبرة المجاهدين و مازال هذا الطريق يسمى على هذا الجيش الذي حرر المدينة و استطاع الجيش بعد مناوشات عديدة التوغل في هضبة مرشان من جهة الحافة و كان الجيش الريفي المجاهد قد استطاع الوصول إلى حيث اليوم حجرة غنام عبر وادي اليهود ومنطقة المطافي و حومة المعدنوس و غنم من الأرض ماهو اليوم معروف برياض الشجار بالقرب من مقهى حنفطة و إلى عهد قريب كانت لا تزال أثار تحصين دفاعي هناك .. هذا التوغل دفع البريطانيين التوغل من جهة بوقنادل عبر الشاطئ حيث كان يسمى ببحر فاس و استطاع البريطانيون الإستحواذ على مسطح ارضي ملاصق للحافة اختفى اليوم ببناء الطريق .و بنوا قلعة صغيرة لهم من أجل حماية الميناء من الجهة الخلفية لواد اليهود الذي يعتبر العصب الرئيس للوجود البريطاني بطنجة ( الميناء) ..هذا التغيير في الخطة الحربية فرض على جيش الريف خلق جبهة جديدة كتمويه من أجل تشتيت الوحدات العسكرية البريطانية و ذلك بفتح معسكر آخر يكون من المتطوعين بمنبسط مغوغة للمناوشة و خلق الرعب في الجيش البريطاني حيث أعلن في المغرب البريح و المناداة للنهوض لتحرير طنجة و كان معسكر مغوغة مدنيا هدفه التمويه و إذا سألت نفسك ما معنى مغوغة ستجد الجواب من نفسك ف مغوغة عرفها موليارس في كتابه المغرب المجهول بالحشد أو الحشود و الحقيقة أن مغوغة أصلها من ( مغوغ ) أو نطقا عندنا ب مأجوج مغوغ باللغة التوراتية أو الإنجيلية هاغوغ ما غوغ .وهذا موضوع آخر يرتبط  بأسماء الأماكن الجغرافية في المغربية حيث أشار لي أحد الأصدقاء العارفين بالامازيغ و الأمازيغية قوله :( وكل ما في الامر ان مغوغا هي فخذ من قبيلة هوارة الامازغية التي لها فروع في شمال افريقيا بل وحتى في مصر توجد مغوغة وهوارة وهم اشد الناس حفاظا على شرفهم لايسلم من ثارهم مجازف كما توجد مغوغة على ما اظن في نواحي تازة وسبب وجودهم فى مصر هو ان بعض الخلفاء قد استعانوا بهم عندما ارادوا نشر مذهبهم.) انتهى كلام محمد بوسكسو ..و شكرا جزيلا له ...ثم أقول ...و اجتمع القادمون من نواحي المغرب في جهة مغوغة ليظهر للبريطانيين الذين كانت لهم قلعة دفاعية بالشرف أن جيشا جرارا لا أول له و لا آخر لا قبل لهم به ..و دب الرعب في صفوف العدو ..و بهذا الحصار لم يعد للبريطانيين فسحة في طنجة حيث تم التضييق عليهم خاصة جهة مرشان الصالحة للزراعة و الرعي و من جهة مغوغة فلم يبقى لهم سوى الرمل بعدما تم قطع إمدادات المياه من جهة الصفاصف نحو المدينة ...لقد صنع الأبطال الملاحم و ساهم فيها الجميع سواء من المجاهدين من جيش الريف و المدنيين المتطوعين من أنحاء المغرب الذين عسكروا في منبسط مغوغة ..إلى أن فتح الله هاته المدينة العظيمة و دخلولها في ربيع الأول من العام 1095 هجري و لله المنة و الفضل

خروج البريطانيين من طنجة 5 فبراير سنة 1684  و الصورة لطنجة سنة 1740 م   ...
J’aime ·