الأحد، 25 يناير 2015

الغريب من كلام طنجاوة القدماء الأصل من ( شلقلق ) ,, و الشلوق و السلوقية :

و السلوقية هي منطقة في غابة الرميلات أما الشلوق فهي الريح العاتية أو القوية و الأهم في الموضوع مادرجت عليه الأهالي من نعت الأحمق أو المخبول ب ( شلقلق ) فيقال ( انتينا اشلقلق ) أو ضربك الشلقلق للدلالة أنت أحمق .
ولنقابل الأصول الثلاثة لكلمات شلقلق و شلوق و السلوقية فيما درج من كلام الأهالي الأصليين وسوف تستنبط المعنى و الأصل من الكلمة الدالة على المعنى المراد لتتطابق لديك في نهاية الأمر المعاني الأصلية واشتقاقاتها و نطقها باللهجة المحلية و التي لم يسبق لأحد من قبل أن تجرأ للخوض في معانيها .
فالكلمات الثلاث شلقلق و سلوقية و شلوق تتطابق في البناء لحرف السين و اللام و القاف أما الشين فهي إبدال للحرف الأصلي الذي هو السين و هي ليست زيادة أو اختلاف بل هي نفس الحرف وذلك لسبب يسير أن اللهجات العربية تنقسم إلى طبقتين في لهجة العرب القحطانيين و هي الأصل ولهجة العرب المستعربة و هي الإمتداد  و هذا هو  السبب الذي جعل الرسول عليه الصلاة و السلام يقول فيما معناه:( نزل القرآن على سبعة أحرف ) ففيما يتم استبدال الحروف بالقلب دون تغيير المعنى و هذا معروف جدا عند الفقهاء والعارفين في علم القراءات.. وهذا موضوع آخر ليس هنا محله .في ذات الوقت درج عندنا نحن الأمازيغ في المغرب في بعض المناطق استبدال السين و ينطقونها بالشين لزوما.
بعدما تبين لنا كيفية البناء فسنجد كلمة سلوقي التي تطلق على فصيلة الكلب السلوقي الأمازيغي وهذا هو اسمه العلمي و يوجد خاصة بالجزائر و المغرب و تونس و موريطانيا و الأصل من الكلمة قرية سلوق باليمن التي كانت تشتهر بكثرة الكلاب و الجياد و الدروع قديما أما السلوقية فهي  منطقة في غابة الرميلات في طنجة و هي على ضربين إما أن هناك كانت توجد هاته الفصيلة من الكلاب أو أن المنطقة عرفت بالصيد بالكلب السلوقي نظرا لكثافة الغطاء الغابوي آنداك و كانت هاته الفصيلة هي الأجود للصيد في هاته المنطقة ..
هذا جانب أما في لغة الأهالي و هذا هو صلب الموضوع اليوم هي كلمة ( شلقلق ) أي الأحمق أو الأرعن ( لمخفخف ) أي الخفيف الذي لايستقر على تفكير رزين ..و الأصل من شلقلق كما قلت بداية هي السين أي ( سلقلق ) و المقابلة بين الكلمتين ف شلقلق هي سلقلق بناءا و أصلا و لا نجد هذا المعنى في اللغة إلا في موضع واحد
  العرب وهو ما ورد في : في كتاب مناقب آل ابي طالب من تراث
   
 قال علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه  :.... الله أكبر قال رسول الله لا يبغضك من قريش إلا سفحي ولا من الانصار إلا يهودي ولا من العرب إلا دعي ولا من ساير الناس إلا شقي ولا من النساء إلا سلقلقية ، فقالت  المراة و ما السلقلقية قال : التي تحيض من دبرها ..ا.ه

 
ولقد اختلف علميا في هاته الصفة هل هي من العيوب الخلقية لدى بعض النساء أم أن تلك المراة التي وصفها علي كرم الله وجهه هي التي كانت سلقلقية أي تحيض من دبرها .فبعدما عرفنا الأصل في المعنى من كلمة سلق و سلقلقية  فما وجه العلاقة بين ما كان يقال في طنجة  ( شلقلق ) أي الأحمق و ما ورد في الفقرة السالفة الذكر ..؟؟إذن علينا الركون إلى الذاكرة الشعبة القديمة من أقوال الناس فيما بينهم لنصل إلى المراد الصحيح من الكلمة حيث اطلعت فيما لا يدع للشك مجالا أن نساء طنجة كن يتداولن كلمة ( الحمقة ) للدلالة على فترة دم الحيض فيقلن (جاءتني الحمقة) ( أو فيا الحمقة) و هو إطلاق عام  على المعنى لفترة الحيض الغير الثابثة  التوقيت وهذا معروف لدى النساء  و هي من الألفاظ الدالة ايضا على الحياء في الحوار ..و لكي لا تتيه في تركيب المعاني من هذا الشرح فأصل الكلمة شلقلق هي كلمة سلقلق التي وردت على لسان علي بن أبي طالب و أستطرد فيما لم يذهب إليه الشراح المتقدمين على السلقلقية و الله اعلم بالأمر أقول أن الشراح سواء من السنة و الشيعة جنحوا بتكلف شديد في هاته الكلمة مع أن المعنى بسيط جدا ذلك ان المراد بالمرأة السلقلقية هي النسبة لقرية سلوق باليمن  أما الدلالة لقول علي بن ابي طالب كرم الله وجهه أن السلقلقية المرأة التي تحيض من دبرها فهو للتخصيص لها دون غيرها لأنها كانت تحيض من دبرها..بقيت كلمة واحدة و هي رياح ( الشلوق ) عندنا و هي من نفس المعنى الريح الحمقاء أو التي لا يعرف لها اتجاها و هي قوية ...و لله المنة و الفضل بما فتح الله علينا اللهم علمنا ما نجهل و علمنا ما ينفعنا آمين .كتبه الفقير إلى الله ابن عبدالصادق الريفي 26 يناير 2015 بطنجة المحروسة بالله