الثلاثاء، 9 مارس 2010

في طنجة القديمة,الأشياء أحيانا تحدث على مرئ و مسمع ولايؤخد لها اعتبارا أو أهمية,سمعت في الأيام الأخيرة أن ثمن سعر الأرض داخل الأسوار للبلدة القديمة قد وصل إلى 25000 درهم للمتر المربع في المتوسط,و على الرغم من الإنعكاسات السلبية لإرتفاع الأسعار الملتهبةعلى الساكنة المحلية,كونها معدومة أو ذات ذخل محدود,إلا أنني أستفسر بيني و بين نفسي هل أصبح الطنجاوي مجرد متفرج على مآله الذي أصبح بين سندان الجشع و مطرقة المضاربين في العقار,في غياب واضح للمصالح الإجتماعية التي يبذو لي أنها غير معنية بمن لهم الحق و حق لهم الحق مسبقا ,في هاته الأرض؟,,ماأود الأشارة إليه هنا أن الجهة الشمالية الشرقية لسور البلد(أنظر الخريطة الحزام الأحمر),أن جل الأجانب الذين اشتروا المنازل الملتصقة بالسور من الداخل ,أنتهكوا و استولوا على الأراضي من وراء السور بعد تخريب أجزاء من السور ,و تحويل تلك الأراضي إلى حدائق ومنهم من بنى فيها منازل بكاملها,في غياب مراقبة مفتشية الآثار بطنجة و غياب مراقبة المصالح الجماعية,بإعتبار أن الأراضي المستولى عليها هي أراضي تعود ملكيتها للجماعة المحلية,يذكرني الأمر بكثير من الألم و الحسرة بالأيام السوداء التي مرت بها طنجة أيام الأدارة الدولية,حيث خرب سور المدينة(انظر المربع الأزرق من الخريطة),و حيث أيضا بنيت مساكن على شكل مستعمرات على طول سور البلد الذي يبلغ طوله 2200 مترا,التساؤل الذي يدور في رأسي على ما يحدث الآن في زمن رد الأعتبار لمدينة طنجة أن الذين أنتهكوا سور البلد من الجهة الشمالية الشرقية ,و في عملية حسابية بسيطة أن كل منزل استولى في المتوسط على 200 متر مربع و بثمن المتر الحالي للأراضي هناك نجد أن نصف مليون درهم ذهبت لجيوب أصحاب المنازل التي في الأصل لم تبع في السوق بأكثر من مليوني درهم ,,,في المقابل نجد أن سكان البلد الأصليين و القدامى منهم لا يسكنون إلا في جحور تكاد تكون قبورا قبل أن تسمى منازلا,ومنهم من دار عليهم الزمن فأصبحوا يسكنون في بيوت أي غرف متشاركة ,,,لابد من إعادة النظر من جديد في الأحقية و الحق ,لأن الأمر كما أراه الآن يدل على إجحاف كبير,لكون الأجنبي يحق له أكثر مما يحق لنا في هذه المدينة,,أقله أن يخضع الجميع للقانون المنظم ,لا أن يعيش البعض على حساب ما بنته الأجيال السابقة و الذي يعد موروثا عاما لا أن يكون خاصا لفئوية معينة,..؟كما أتساءل كم سيبلغ تكاليف ترميم السور التاريخي الذي خربته أيادي المخربين الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون ,,,,,,؟؟؟؟