الأربعاء، 20 يناير 2010
الخصوصية الطنجاوية ,أو الخاصية في لهجة طنجة الحقيقية,هي لكنة مميزة تحمل تعبيرا كبطاقة هوية لكل من هو طنجاوي الأصل و الهوية,غير أن تلك اللكنة بتعبيراتها و تعابيرها بدأت تنذثر وأصبحت من أندرالخاصيات التي يمكنك سماعها في البيوتات و الشوارع و الأزقة على لسان عموم الناس في طنجة,و السبب واضح و معروف للسامع قبل الشاهد,الهجرة الطوفانية التي ألحقت أضرارا كبيرة بطنجة ,جعلت في المدينة خليطا هجينا على كثرته و شيوعه أذاب الهوية و الخصوصية المحلية,و أضحى سكان طنجة أقلية هامشية في مجتمع وصف قبل ثلاث عقود بالمجتمع الضيق,و ما أدهشني و أيقظ حفيظتي و خدش مسامعي هو إعلان يذاع على كاب راديو الذي يبث من طنجة ,للوقاية من خطر الفحم,و المعروف أن إذاعة كاب راديو محلية تبث برامجها على موجة إ.ف.م .و بكل بجاحة يطلقون في هذا الإعلان أسم الفحم ب" الفاخر ", و ذكرني هذا الأعلان بحادث عارض و قع لي عندما كنت في رحلة في جنوب المغرب,و كنا قد احتجنا لقليل من الفحم لشي السمك,و عندما ذهبت لشراء الفحم ,قلت لصاحب المتجر ان يعطيني الفحم ,و حلف لي جهد أيمانه أنه لا يوجد شيء يسمى الفحم و ضللت أشرح له ما يربو عن 20 دقيقة حتى فهم مقصدي و قال لي أن إسمه " الفاخر " فناولني إياه بعد جهد جهيد.أتساءل اليوم من سيعرف معنى هذا الأعلان في منطقة لا تعرف للفحم سوى إسم واحد هو " الفحم " و هذا مثل من عشرات الأمثلة التي نعيشها وأصبحنا مرغمين على تغيير ألسنتنا مع الوافدين الجدد الذين فرضوا علينا أنفسهم بقوة الكثرةعلى القلة ,,,الحديث في هذا الباب لن تكفيه فقرة أو كلمات هو بحد ذاته موضوع يحتاج لكتاب يفرد للغة أهل البلد معجما يكون جامعا و حافظا لها من الأنذثار كما انذثرت عاداتنا و خصوصياتنا اليومية في ظل هذا الهجوم الغير المتوازن ,,,,,,,,,