الأربعاء، 6 يناير 2010

يقول مثل محلي في طنجة، " لي اطلع القصبة مايضرب حسبة "،واليوم عندما صعدت إلى القصبة وجدت نفسي بين الحسرةو الضحك ،على ما يحدث هناك ،فلو قلت أن القصبة ماتت لضحك الناس مني من التعابير السخيفة التي أكتب بها لأن الأمكنة لا تموت و لا يصح هذا التعبير إلا في لغة أكلوني البراغيث،بيد أن القصبة فعلا تموت "عفوا" أقصد بدأت تندثر وأمرها بات إلى زوال،و عندما أرادوا أن يرمموها بدا لي أنهم كالذي انطبق عليه المثل العامي " لما شطح نطح" ،أنها أكبر عملية تغريب للمعالم الأسلامية المغربية في طنجة ,و بدأ اجثثات الرمز من جدوره بتغيير الأرضية ،البساط الذي تحت أقدامنا نمشي عليه أصبح شكله أوروبيا رومانيا و ممر الأسفلت الذي كان رمزا ،عندما يأتي المنذوب السلطاني للصلاة يوم الجمعة و الأعياد حيث كانت تستقبله الفرقة الموسيقية و أعوان السلطة،حيث كان هذا الممر الأسفلتي يرمز كالبساط الأحمر الذي يبسط لكبار الشخصيات،يتم طمس كل شيء الآن و ما من مستنكر ،أضحت البلد اليوم في يد من هم يعيشون خلف مكاتبهم ينضرون و ينظرون مستقبل البلد من مفهومهم الخاص،لا من موروث البلد التاريخي و الإجتماعي لعموم أهل البلد.أما مسجد القصبة ففي فصل الشتاء فما عليك إلا أن تحمل معك مظلة و أنت قاصد الصلاة فيه,لأن السقف فيه أصبح يبكي على حاله يذكر الداخلين للمسجد بمآله و حاله ,مسجد مهمل تماما كأنه يتيم يطلب الشفقة قبل الصدقة و هو مسجد غني بأحباسه المحبسة عليه،يقال أن سلطة القرار مقسمة فيه بين وزارة الأوقاف ووزارة الثقافة,من أجل ترميمه و إصلاحه،لا حياة لمن تنادي.و لي كلام آخر حول القصبة في وقت لاحق ,لأن الحديث عنها لا يمكن أن يتوقف مادامت أيادي العبث يطال هذا المكان الذي فيه ملخص تاريخ طنجة.اخلدوا إلى سباتكم فالأحجية" الخرافة " قد انتهت,,,.........