الأحد، 27 ديسمبر 2009

من يهتم لطنجة؟؟طنجة المغربية الأسلامية القديمة,,بمبانيها التاريخية و أسوارها و أبراجها ومساجدها و كتاتيبها ,و أبوابها و محاكمها الشرعية و أزقتها الضيقة المفعمة بعبق التاريخ الذي خلد ذكرها في الأفاق,لم تعد طنجة كما كانت إنها مجرد إسم. طال النسيان كل شيء تخلى عنها أبناؤها كما تخلى عنها مسؤولوها عنها ..إنها غارقة في وادي النسيان و اللا مبالاة,لا شك أنها أم لكل فرد فينا لكننا أبناء عاقون و جاحدون لها و لأمومتها إنها مجرد بقعة هامشية,لا يصح لنا التفكير فيها,مع أن دورها في إيجاد هويتنا لا يمكن تجاوزه و إن فكرنا تخطيها فلم يجدي أي شيء لأنه من المستحيل تجاوز جدور التاريخ ,,طنجة كالعذراء في خدرها مدينة كانت صغيرة فأصبحت كبيرة مترامية الأطراف,زينتها بهرجة الحياة في حركة سريعة غيرت صورتها ,فأصبح الحنين إلى ماضيها ضرورة ملحة.لقد عشت كل الزمن في حواريها و تنفست فيها أنفاس الماضي و حتى عندما أحاول الأنطلاق إلى غيرها أجد نفسي ملتصقا بها,لأن كل ركن و زاوية فيها تذكرني بأن القلاع و الحصون لا تحمي نفسها بجدرانها بل برجالها الذي يعتنون بها ,,و اليوم ليس كالأمس بل أصبح الخطر محدقا أكثر من الماضي بها,عندما بدأت حملات مسعورة من قبل الأجانب المتهافتين على اقتناء دورها و منازلها ,قد يبدو الأمر هينا و سهلا لكن عندما تعيش و سط هذا الزخم تجد أن هويتك قد بدأت في الزوال و الأضمحلال دون شك,فدور أهم الشخصيات التاريخية المؤثرة في تاريخ طنجة أصبحت ملكا للأجانب و بالأمس القريب كنا نقول هاته دار الفقيه الغسال أو دار بن عبو أو دار أحرضان أو البقالي أو ابن عبدالصادق ,و اليوم تغير كل شيء أصبحت الأسماء على طوم و جيري و فيدال و انطونيو و خوان إلخ,في بداية القرن العشرين كانت الأزقة تسمى على أسماء تلك الشخصيات عندما لم تكن للأزقة أسماء و اليوم آل الحال إلى غير أهله,و حتى هاته اللحظة ما كان ليكون آخر بستيون لعائلتنا حيث تعيش آخر فرع لعائلة الريفي داخر الأسوار ,لربما سيكون الأمر إلى زوال بعد فترة قصيرة من الآن, الكل تخلى عن الكل و الماضي اندثر بقيت بعض الذكريات بيننا لكن الأمور لن تعود ,عليك أن تتجول في المدينة القديمة و عليك أن تستنتج الوقائع و التبعات: عليك أن تكون حاملا زاد التاريخ في نفسك لتفهم و تتضح الأمور لك ,لا تتجول كعابر سبيل تخيل أن كل ما هو ملتف حول أسوار المدينة هو ملك لك و لأبنائك و تخيل أن هذه قلعتك و ستحس بجسامة المسؤولية التي عليك للحفاظ على القلعة التي تنتمي إليها ,إن لم تكن لك فهي لأجيالك و أبنائك و الصورة واضحة لك عندما سترى كل ركن و كل مكان في طنجة الأسلامية المغربية حيث ننتمي جميعا لأن أصولنا لا يمكنها أن تطمس سهلا.