الأحد، 15 نوفمبر 2009

بدأت الكتابة التاريخية حول طنجة الإسلامية ،تعرف حركة جديدة ضخت في شرايينها منهجا توافقيا ،من أجل إخراجها من حالة السبات و الضمور الذي كان مصيبها منذ ظهور الطباعة بالمغرب أواخر القرن التاسع عشر و حتى اليوم.و مما لا شك فيه أن طنجة على الرغم من شهرة أفقها الواسع في الحياة السياسية المغربية إلا أنها لم تجد من يكتب عنها بالقلم العربي و من منظور عربي إسلامي و محلي.ولذلك تجد الكتب المطبوعة بالعربية حول تاريخ البلد كتاريخ بلداني ،تكاد لا تتجاوز رؤوس الأصابع.و في هاته الملاحظة سأجرد ما وصل إليه علمي من كتب لمعرفة النقص الحاصل في هذا الجانب مقارنة مع جارتنا مدينة تطوان لعل الفقيه محمد الحسن الغسال الطنجي المتوفى العام 1358/1939 ،هو أول من طبع كتابا على الحروف في موضوع التاريخ البلداني لطنجة تحت عنوان "إيضاح البرهان و الحجة في تفضيل ثغر طنجة " وقد نشره مختصرافي أربع صفحات فقط و قد طبع بمطبعة ابن حيون بطنجة العام 1325/1907 و الكتاب مازال مخطوطا ضمن مجموع بالخزانة العامة بالرباط. ثم جاءت المحاولة الثانية للشيخ عبد العزيز بن الصديق بنشره كتاب " سراج الدلجة في فضل طنجة " المطبوع سنة 1375/1956 بمطبعة ف.ايرولا بطنجة و قد صدر في 50 صفحة. بعد ذلك نشر الأديب الفقيه محمد بن عبد الصمد كنون الحسني كتابه " مواكب النصر و كواكب العصر " و هو في تراجم رجالات طنجة ، في 140 صفحة ,و قد طبع بمطبعة سوريا بطنجة سنة 1400/1979 و بعد عقد و نصف صدر للأستاذ محمد بولعيش مؤلفه " طنجة عبر التاريخ " سنة 1995 و جاء في 440 صفحة و طبع بمطبعة فضالة بالمحمدية . ثم نشر الأستاذ عبد الصمد العشاب كتابه " من أعلام طنجة في العلم و الأدب و السياسة " ج1 ضمن منشورات المجلس العلمي بطنجة سنة 2004 و أخيرا برز في الآونة الأخيرة الأستاذ رشيد العفاقي بمؤلفين جديدين يختلفان في أسلوب البحث التاريخي عمن سبق ذكرهم ،و يكون بذلك قد فتح باب المبادرة في هيكلة كتابة تارخية تتمتع بحس المؤرخ أسلوبا و منهجا ابتدرها بكتابه " المدرسة المرينية بطنجة صفحات مجهولة من تاريخ مدرسة منسية " طبع عام 1429 /2008 بمطبعة ألطوبريس للطباعة و النشر ، ثم ألحقه في نهاية السنة بكتابه الثاني " مدرسة الجامع الكبير بطنجة " و هو تتمة الكتاب الأول .و قد طبع بمطبعة إفزارن للطباعة و النشر بطنجة .و أذكر أن الكتاب الأول كان في 122 صفحة و الثاني في 64 صفحة . و لنا وقفة لاحقة للتعليق عن هاتة الكتب بمجملها من أجل تبيان مواضيعها و انعكاساتها في كتابة التاريخ البلداني المحلي لمدينة طنجة .