الإحباط يولد الهزيمة و الضعف و الناس اليوم في طنجة كل حسب مشاربه يبحث عن طنجة التي يعيشون بين جنباتها يبحثون عنها و لا يجدونها يحاولون إخراجها من الوهن الذي أصابها غير أن الوهن مصيبهم لا محالة لأن ما طمسته الأيادي الآثمة على مدار الأجيال السابقة لا يمكنه العودة بسهولة يبحثون عن التاريخ الذي أوجدته خيرة الناس الذين منحونا جزءا من نفحاتهم التي ما تزال هي البقية الباقية التي يبحث عنها المتعطشون في رحلة البحث عن الميراث فالصورة أصبحت باهتة اللون في ظاهرها و قاتمة في عمقها لأن أحدا لن يخرج طنجة اليوم من عنق الزجاجة لأن التيار جرفها عن الشاطئ و لم تعد لدينا منها سوى صورة في مخيلتنا تدغدغ خيالنا المشبع من أجل رسم لوحة جميلة لها لن توجد مهما عملنا جاهدين في الواقع لتحقيق تلك الصورة التي تلاشت من فرط التفكير في أذهاننا