الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

فحص طنجة

الجذور الحيقيقة للفحص الريفي في طنجة ..من زمن حماية الثغور إلى زمن جادك الغيث إذا الغيث همى يازمان الوصل بالأندلس..

الفحص الطنجي ..الموضوع الذي يثير الحساسية لدى البعض . الذين يصفون أنفسهم بالأندلسيين الموريسكيين ..وكما أشرت في الفقرة ماقبل الأخيرة من النشرة السابقة أن الجيش الريفي الذي كان برفقة المجاهد الأعلى علي بن عبدالله الحمامي الريفي وبعد النصر الذي تم تحقيقه عام 1095 هجري تاريخ فتح ثغر طنجة المحروسة .لم يسمح القائد أبو الحسن علي الريفي بدخولهم إلى المدينة فتم للجيش اقتطاع أراضي الحرث ..بعدما قام القائد بتحبيس أجزاء واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة تدخل ضمن أحباس المسجد الكبير ..وعلى ضوء هذا أصبح في طنجة أراضي جيشية تستغل من طرف الجيش و اخرى حبسية يتم اكتراؤها ..وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعل من أحواز طنجة منطقة محمية لا يمكن دخولها و التنقل إليها ..وكانت هاته القبائل تكسب المزيد من الأراضي كلما شاركت في الحملات العسكرية عندما يستعين بها المخزن في القضاء على الثورات ...

المراحل الأولى للتغيير الإجتماعي في فحص طنجة :

مرحلة 1743 م حيث شاركت هاته القبائل في الحرب ضد السلطة المركزية مما أدى إلى إضعافها عبر مراحل حتى حدود 1765 و بداية إنزال العبيد من سنة 1766 إلى سنة 1778 م ثم مالبثت السلطة المركزية أن استعانت بهاته القبائل سنة 1795 في الحرب ضد الشاوية و في سنة 1812 م ضد آيت يوسي وشاركت هاته القبائل في حملات أخرى محدودة كحملة الريف سنة 1859 م إلخ مما أكسبها المزيد من الأراضي ..وهذا الإستحواذ للقبائل هو السبب الجوهري لبسط النفوذ على شكل إقطاعات صغيرة بين أفراد محددين بعينهم ...لكن مرحلتان فاصلتان في تاريخ المنطقة سيغير مجتمعا حافظ على استمراريته لمدة ثلاث قرون في مهمة أساسها دفاعية ..في غياب جيش نظامي بهذا المفهوم ...

المرحلة الأولى للتغيير 1913 إلى ما 1929 م ..بدخول المستعمر الفرنسي إلى المغرب سنة 1912 بدات بوادر سياسة جديدة تنهجها الإقامة العامة الفرنسية بدافع تطوير و تحديث الدولة ..فكان أول ما وضعت عليه فرنسا يدها هو الأحباس المغربية و هو السبيل إلى الحصول على الأراضي الفلاحية الشاسعة ..إضافة إلى إلغاء أحباس الجهاد سنة 1914 م و قد تمكن المستعمر من بسط اليد على تلك الأراضي لإستغلالها خاصة في منطقة خنذق كور و فال الفلوري و مسنانة إلخ ...ثم جاءت المرحلة الحاسمة في طنجة و هي تصفية الأراضي الجيشية بقانون سنة 1931 م حيث تم استيلاء على الأراضي التي كانت في يد المداشر ذات الأصول الريفية فأصبح سكان هاته المداشر وهم في أغلبهم من عائلة واحدة أو أصول واحدة ..ليجدوا أنفسهم أجراء وفلاحين يعملون بالأجرة بعدما كانوا ملاكا يستغلون أراضيهم في الفلاحة و الزراعة و الرعي ..فاضطر بهم واقع الحال إلى الهجرة نحو المدن ..و استطاع المستعمر الحصول على أجزاء واسعة و كبيرة جدا من فحص طنجة بواسطة هذا القانون ...

المرحلة الثانية مابعد سنة 1940 : الفحص الأندلسي

كما هو معروف في تاريخ بلدتنا الطيبة أن اسبانيا تستعمر منطقة شمال المغرب و تسميه المنطقة الخليفية .في سنة 1940م دخلت القوات الخليفية إلى طنجة و تم إلغاء العمل و تعطيل النظام الدولي مما جعل منطقة طنجة جزء من المنطقة الخليفية ..غير أن بروز بوادر مجاعة وشيكة سنة 1942 المعروفة بعام الجوع دفع العديد من سكان البوادي في منطقة تطوان و جبالة بالهجرة نحو طنجة و أحوازها و مع وجود الأراضي الفارغة من التصفية السابقة سنة 1931 وفي ظل الظروف المساعدة لأسبانيا استغلال مكتسبات جديدة في أراضي طنجة حتى نهاية الحرب العالمية 2 ..تم توطين تلك الهجرات في البوادي و المداشر الجيشية

هذا باختصار شديد جدا كيف تحول فحص طنجة من الأصول ريفية إلى أصول متعددة ...

للموضوع بقية .....