غريب الأخبار في خبر باب الحفاة بالمسجد الأعظم بطنجة منذ 100 عام :
توطئة :أتأسف كثيرا لقراء عمود صفحتي اليوم بنقل صورة مقرفة لمشهد باب الحفاة للمسجد الأعظم بطنجة .وهذا هو التاريخ علينا أن نحيط بكل المشاهد و ليس دائما نقل الصورة الطيبة الجميلة عن طنجة . أدعوك لتستمتع بغريب أخبار الدار من طنجة في هذا المقال المتواضع .
تعريف باب الحفاة : للمسجد الأعظم الكبير منذ بنائه الأول كانت الباب الرئيسة التي مازالت إلى اليوم و باب فرعية من جهة سماط العدول تم حذفها بتوسعة سنة 1962 م و بقيت منذ البناء لسنة 1095 هجري باب الحفاة المقابلة لدار الوضوء و مازال الحال كما هو لم يتغير .و نكاد نجد باب الحفاة في كل المساجد العتيقة بالمغرب .وهي باب تفضي إلى المسجد غير أنها تختلف عن باقي الأبواب لوجود ساقية ماء وسط هاته الباب تجبر أي شخص يمر أن يغسل رجليه فيها لغسلها من الأوساخ و القادورات و النجاسات .
المشهد الحقيقي منذ 100 عام في دار الوضوء :
وتختص دار الوضوء عموما بالكنف و المراحيض و هي مقابلة لباب الحفا و كان للمسجد الأعظم دارا أخرى للمراحيض أسفل المسجد تم تحويلهما أوائل سنة 1980 للرشاشات و تم الإستغناء عن الدار السفلانية و بقيت فقط التي هي اليوم موجودة مقابلة للمسجد .
الضرورات تبيح المحظورات :
كانت المراحيض على غير الهيأة التي عليها اليوم حيث أن أرضيتها كانت من طين أو من حجر مرصص في غاية السوء وتكاد تكون الأرضية مشبعة بالبول و بقايا النجاسات و تعج فيها الفئران التي تنقل النجاسات من المطامير .وكان الداخل إليها حتما يدخلها حافي القدمين ليحافظ على بلغته الوحيدة التي هي في رأس ماله ,و بالتالي مهما تحرى الداخل لتلك الكنف أن ينال حظه من النجاسات المتبقية على أرضية المراحيض و بالتالي يصبح عليه من الضرورة المرور نحو باب الحفاة و ليس نحو الباب الرئيس للولوج نحو المسجد و من ثم إلى الميضأة التي توجد بصحن المسجد من أجل الوضوء للصلاة .وهذا هو السبب الذي فرض في هندسة المسجد وجود باب الحفاة .
و الذين يبلغون الخمسين و الستين و مافوق أعتقد أنهم يذكرون هيأة الكنف في المساجد سواء في طنجة أو تطوان .مع انعدام تزويدها بالماء الكافي .حقيقة كانت تشبه كهوف أفلام الرعب .
في الصورة باب الحفاة للمسجد الأعظم بطنجة .