الخميس، 22 يونيو 2017

تمثال علي باي

جزء من تاريخ ابني مكادة :

فقرة اعرف تاريخ مدينتك

حقائق تاريخية عن تمثال علي باي بطنجة:

نشرت صفحة شبكة رصد طنجة مقالا مطولا عن علي باي .و بعد بحث توصلت أن هذا المقال إنما هو مقال نشر في مجلة دعوة الحق في العدد 138 و 139 .و للأسف أنه بالرغم من رجوعي لموقع المجلة لم أتحصل على كاتب المقال .و أيا تكن النتيجة فقد اقتبست من هذا المقال الجزء الذي يهم تاريخانية التمثال .فالشكر لصاحب المقال و الشكر لشبكة رصد طنجة على إشارتها لهذا المقال الهام جدا و أعيد نشر الفقرة الأخيرة من النص لتعميم فائدته على الجميع ..

المقال الوارد في مجلة دعوة الحق العدد 138 و 139 .سنة 1971

حـقـائـق طريفــة :

إنني لم أجد، فيما تصفحت من كتب التاريخ المغربي المؤلفة باللغة العربية، ذكرا لهذا الجاسوس، ولا لأحد من أمثاله الكثيرين الذين توالوا على المغرب في مختلف العصور، وخصوصا منذ أن فقد المسلمون الأندلس، ومنذ أن اتجهت أنظار الدول الغربية إلى خيرات البلاد الإسلامية، ورغبت في الاستحواذ عليها.
وعندما أتممت تحرير هذا المقال، قدر لي أن أزور مدينة طنجة وأن أتذاكر مع جماعة من الأصدقاء بذلك الثغر، في موضوع « علي باي العباسي» وإذا بأحدهم يفاجئني بقوله : «يوجد بطنجة تمثال لشخص يسمى « علي باي العباسي» !! فركبت مع اثنين منهم في سيارة وقصدنا موقع التمثال بحي بني مكادة للتيقن من أمره. وما أن مررنا ببعض الأزقة القريبة من سوق ذلك الحي حتى وصلنا إلى ساحة صغيرة شبه مهملة ووقعت أنظارنا على تمثال حجري عظيم، لرجل ذي زي شرقي وعمامة كبيرة، مقام فوق قاعدة مربعة الشكل، تعلو عن الأرض بنحو المتر والنصف، كتب عليها بحروف لاتينية بارزة « علي باي العباسي» وعلى جانبين منها لوحتان من الحديد تمثل الأولى البحر المتوسط والبلدان التي حوله لرسم الطريق الواصلة بين أهم العواصم التي زارها ذلك الرحالة المغامر بالمغرب، وطرابلس ومصر والشام الخ ... ونقش على الثانية رسم شخص مولاي سليمان ممتطيا جوادا وقد وقف أمامه « علي باي العباسي» ليقدم له .. (هدايا ..؟)
حسب ما ورد في عبارة كتبت عليها وعبثت الأيام بجزء منها.
سألت بعض الشبان من الساكنين بحي بني مكادة، وبعض الكهول من ذوي الخبرة والإطلاع، عن تاريخ إقامة ذلك التمثال، وعن هوية صاحبه فلم أظفر بما يشفي الغليل، إلى أن أخبرني بعض الأصدقاء بأنه سبق له أن قرأ، منذ نحو السنة، كلمة عن تمثال « علي باي العباسي» في جريدة لوجرنال ذي طنجي (Le Journal de Tanger )
اتصلت بمسؤول بإدارة الجريدة، فناولني، جازاه الله خيرا، العدد المطلوب، (العدد رقم 1511 بتاريخ السبت 21 مارس 1970). فألقيت نظرة على محتوياته وإذا على الصفحة الأولى صورة للتمثال وفوقها هذا العنوان « من هو علي باي ؟» وعلى الصفحة الأخيرة المقال المذكور.
كان أطرف ما استفدت من ذلك المقال أن التمثال أقيم بأمر فرع « البنك العقاري التجاري» الإسباني في الفترة التي كان يسهر على تسييره بطنجة السيد Josè Andreu وأظن أن ذلك كان في السنوات الأولى من العقد الخامس لهذا القرن، أي في السنوات التي اختفى بطنجة ظل نظام الحكم الدولي، وأصبحت اسبانيا هي الحاكمة بأمرها هناك !!
واستفدت أيضا من المقال المذكور الذي كان بمثابة ملحق لمقال نشر إذ ذاك في جريدة « لوموند» الفرنسية حول أحد مراجع هذا البحث، وهو كتاب الجنرال سيلمان، إنه ظهر بطنجة، سنة 1943، كتاب عن حياة « علي باي» نشرته دار Luis Mirecle ذكر فيه مؤلفه Augusto Casas أن « علي باي أتى للمغرب ليؤلف جيشا من المتطوعين لإنقاذ الأندلس من نير الفرنسيين الذين كانوا، في ذلك الوقت، مسيطيرين عليها، إلا أنه لم ينجح لأن المغاربة كانوا يومئذ فقدوا الروح الدينية التي كانت تذكي الحماس في نفوس أسلافهم زمان موسى ابن نصير وطارق بن زياد !»
هكذا يكتب التاريخ !! لاشك أن صاحب الكتاب أدلى بهذا الرأي شماتة بفرنسا التي كانت انهزمت شر انهزام أمام الجيوش الألمانية، وليوهم المغاربة أن « علي باي» كان من المحبين للأندلس وللمسلمين !! ويبدو أنه أدلى به لينسى الدافع الحقيقي الذي حدا بالبنك العقار لإقامة ذلك التمثال، إلا وهو الاعتراف بالجميل لمغامر استمرا الأخطار واستسهل الصعاب ليقدم لبلاده مستعمرة تجعل منها موردا لمؤنتها وسياجا لصد منافسيها.

**** الصورة من صفحة شبكة رصد طنجة .و قد تم التعديل عليها نظرا لصغر حجمها الغير مناسب للنشر ...فشكرا جزيلا لطاقم الصفحة .