من حكاوي الأساطير الطنجاوية:
..وصلتني هاته الرسالة من SâMädí El Idrissi ..و هو من متابعي هاته الصفحة المتواضعة ..و قد أردت مشاركتكم إياها .لأنها تدخل ضمن حكايات الأسطورة و الخيال في طنجة ..و هي جزء لا يتجزأ من خرافة الغولة و عيشة قنديشة ..و غيرها ..أشكر صاحب هاته التدوينة على مشاركته معنا هذا المحتوى ...
حكاية لالة جميلة ...حكى لي SâMädí El Idrissi:
قد يتذكر الكثير منا هذه الصورة و قد يكون منا من لا يعرفها اطلاقا هذه الصخرة التي كانت تقع في منطقة شاطئ مرقالة كانت تسمى بلالة جميلة و كانت تقصدها الفتيات الطنجاويات الراغبات في الزواج لها قصة فريدة من نوعها . حيث يحكى انه في زمن احتلال البورتقيز لطنجة كانت هناك فتاة في مقتبل العشرينيات من العمر تسمى جميلة و كانت اسما على مسمى حيث منحها الله حسنا و جمالا طبيعيا رائعا و كانت تشتتهر بانها تعيل اهلها ووالدتها و يعرف عنها حسن الاخلاق و التربية الحسنة حتى ذاع صيتها في كل ارجاء المدينة فلا اصبح شخص لا يعرف من تكون جميلة الطنجاوية. كانت جميلة تنزل كل يوم من منزلها بالمدينة القديمة حافية القدمين تحمل في يدها قفة من العزف الى منطقة شاطئ مرقالة لتجمع المحار و ما يعرف عند الطنجاويين بالسرومباق للعودة و تهيئته لطعام عائلتها . و في يوم من ايام الصيف الحارة و بينما جميلة تحمل في يدها قفتها كالعادة و تقفز من صخرة الى صخرة لتجمع ما تيسر من طعام اهلها فاذا بباخرة برتغالية محتلة تمر بالقرب من ساحل مرقالة فلمحها احد كبار الملاحين و قادة الاسطول البورتقيزي فاعجب بجمالها و حسنها و رشاقة قوامها فاستفسر عنها حتى وصل الى اهلها و طلب من والدها ان يجبر ابنته على الذهاب معه كي تعيش معه ليفرغ شهواته المكبوتة فيها و هدد بانه ان تم رفض طلبه فسيعدم اهلها و ياخذها بالقوة . و حينما حكا والد جميلة لابنته ما حدث قامت بشي لا يتصوره عقل حيث تقول الاسطورة انها قد قامت بتسخين قدر من الزييت و قامت بافراغه على وجهها ما احدث حروقا و تشوهات اذهبت كل ذلك الجمال و الحسن كل هذا لتقي اهلها من بطش البرتغالي و لتحفظ ذمتها و فرجها فلا تقوم بما حرم الله. فلما راها القائد على تلك الحال صرف النظر عنها تماما و لم يعد يسال عنها . فلما سمع اهل المدينة بما حدث بداوو يتهاطلون على منزل والدها لمواساتها في مصيبتها و ايضا تقديرا لمدى شجاعتها و عفتها و منذ ذلك اليوم اصبحت تاتي عندا كل قتيات المدينة الراغبات في الزواج لتدعي لهم . و اصبحت كل يوم تجلس عند هذه الصخرة جنب البحر التي في الصورة حتى توفيت و هي جالسة في نفس المكان و منذ ذلك اليوم اصبحت الراغبات في الزواج تاتي الى الصخرة ظنا منهن ان روح للا جميلة التي طالما دعت لهن بالزواج لا زالت تسكن المكان و كانوا يزينن الصخرة و يرمون عندا بعض النقود او قطع من الحلي من اجل الزواج . هذه البدعة طبعا اختقت منذ قرون عديدة لكن ذكرى لالة جميلة و الصخرة شاهدة على اسطورة من قصص و اساطير تاريخ طنجة العظمى المليء بالاحداث و الوقائع و مع الاسف فقد تم تدمير هذه الصخرة و ازاحتها عند اشغال كورنيش مرقالة التي انتهت قبل بضع سنين . فيا من تدعون حب المدينة باشروا الى توعية الناس حول مآثر مدينتكم فهي شاهدة على تاريخ لا مثيل له في باقي بقاع المغرب السعيد..
....الحقوق محفوظة لصاحبها SâMädí El Idrissi بقي لي الإشارة للأمانة التاريخية و حقوق النقل بما توصلت به بعد نشر هاته الأسطورة .أنه كتب لي الصمدي الإدريسي أنه نقل النص من سنوات و لم يتعرف على صاحبه .غير أن Ham Lord و هو من الجيل الذهبي لطنجة قال أنه سمع هاته الأسطورة من الفنان العالمي المرحوم العربي اليعقوبي .و الشكر موصول للجميع على تعاونكم فيما يخص توثيق تراث طنجة التاريخي .