جلسة التربيعة في سينما التلمساني و بن تريعة بطنجة
حلقة من تاريخ طنجاوا الحقيقي :
لأول مرة في طنجة تكشف هاته الحقائق التاريخية عن مدينتنا
نشر هذا المقال في 28 غشت2016
القاعات السينمائية الأولى بطنجة :
تصادفك و انت تتكلم عن السينما و قاعات عروضها بطنجة ما يتردد على ألسن الناس أن سينما أ الكسار هي الأولى في المدينة ,وهذا من الخطأ الشائع و المتداول .لكن بقليل من البحث سنجد أن ألبيرطوإسبانيا أشار في كتابه التاريخ الصغير لطنجة أن مسرح التيفيولي البريطاني الجنسية و الذي كان في شارع جبهة البحر أو شارع إسبانيا سابقا كان من ضمن أنشطته الثقافية عرض الأفلام الصامتة و قد تبث تاريخيا أن تلك العروض بدأت منذ سنة 1914م حتى حدود صيف سنة 1917 م في مقابل ذلك كانت خشبة ألكسار ماتزال تقدم عروضا مسرحية و عروض الرقص .
و في سياق آخر ففي أوائل شهر شتنبر من العام 1917 اشترت شركة فرنسية مسرح التيفولي و حولته إلى قاعة عرض متخصصة لا بونبونيرا للعروض السينمائية الصامتة غير أن تجديد آلات العرض من الآلات اليدوية التي تشتغل بقناديل الزيت إلى الآلات الكهربائية جعل من الشركة تقوم بتجارب و تأهيل العمال للإستخذامها غير أن 15 من أكتوبر كانت نهاية هاته القاعة بإحتراق بكرة الفلم و اشتعال النار فيها و تأخر العامل لإطفاء النار .حيث شبت النار في المسرح و القاعة اللتان كانتا من الخشب فتحولت إلى رماد في غضون ساعات ..
قاعة التلمساني وبن تريعة قاعة طنجاوية داخل الأسوار :
روى لي والدي رحمه الله فيما وعيت عنه منذ 40 عاما أن متجر الأسمنت و الجيرالمملوك لأولاد سلام بزنقة الميموني أنه قاعة سينمائية تقدم عروضها للأهالي وكان المتفرجون يجلسون على الحصر و الحصير .انتهى ماقاله والدي رحمه الله .و نحن على هاته الصفحة المباركة في تاريخ طنجة وذاكرتها قرأت فيما روى لي السيد عبد الحميد الزكاف برواية تامة الضبط عن قاعة سينما التلمساني و بن تريعة التي كانت فيما بين الدرازات من المدينة القديمة داخل الأسوار قال الزكاف : السيد الشريف عبدالقادر البودخيلي التلمساني التقى بالسيد بنتريعة و فكرا مليا في انشاء قاعة سنيمائية و ذلك قبل ولادة أمي و تم انشاء تلك القاعة بحي دارالبارود في الزنقة القريبة من حومة تستولي و الى حد الان ما زالت تلك البناية موجودة و لها بابان باب كبير على اليسار و باب صغير على اليمين و قرب الباب الصغير هناك نافذة صغيرة لبيع التذاكر و داخل القاعة كانت هناك سدة او بلكون ، و كانت تلقى عروض لأفلام صامتة و بما ان البداية كانت صعبة لم يستطيعا الاستمرار في العمل لان متطلبات الحياة كانت كثير و لم يتم قط الاحتجاج عليهم او منعهم او مناقشتهم بل الظروف المالية هي التي جعلتهم يغلقون القاعة .ا.ت ثم استطرد السيد عبد الحميد الزكاف أن القاعة كانت قبل ولادة والدته رحمها الله فقد ولدت سنة 1935 و توفيت 1997,اللهم ارحم موتى المسلمين أجمعين .
وكان السيد عبدالحميد الزكاف الراوي في هاته المداخلة قد تدخل أول مداخلته بالتالي قال : القاعة التي تكلمت عنها كانت في حي دار البارود و الشخصان اللذان ساهما في هذا المشروع هما جدي من أمي المرحوم عبد القادر البودخيلي التلمساني و المرحوم الطنجاوي بنتريعة هذا الأخير هو الذي كانت له دراية في استخدام الاَلات السنيمائية و بعد فشل هذا المشروع و ذلك لعدة اعتبارات اتجه جدي لممارسة مهن اخرى اما بنتريعة فاستمر في هذا الميدان و كان يعتبر من التقنيين المغاربة الاوائل الذي عملوا في هذا الميدان فرحمة الله عليهم جميعا..وأعقب على كلام السيد عبدالحميد أنني عرفت السيد بنتريعة وعائلته و أذكر بإسمه الشخصي كان أحمد ومازلت أدقق للآن حول عائلة التلمساني الجزائري الأصل وقال السيد الزكاف :ولد جدي سنة 1884 بالجزائر و استقر بطنجة سنة 1891م توفي سنة 1961 م .
أشكر جزيل الشكر السيد عبدالحميد الزكاف على روايته التاريخية التي تعبر وثيقة تاريخية ذات أهمية و دلالات عميقة في تاريخ المدينة المشرق .ولقد تركت العديد من المعلومات التي صاحبت مداخلته لأنها تحتاج على ضبط تاريخي أكثر ضبطية بمايقابلها و يؤيدها من صحة أو بطلان .
عودا على بدء ...
إن القاعة المذكورة هي بناية بنيت سنة 1891 حسب التاريخ المشار عليها و توجد اليوم بزنقة الشيخ محمد بن الصديق رقم 8 و مازال هذا المحل إلى اليوم مفتوحا يمكن مشاهدته و هو مخصص لبيع الأسمنت و بعض مواد البناء و بعض المواد المحلية الصنع .ومن الجميل جدا زيارتها و تصويرها من الداخل .و اشير في أنني أتوفر على أكثر من شهادة بخصوص هاته القاعةو دلالات تشير أنها من القاعات الأولى في طنجة .
فهل سينما التلمساني و بنتريعة هي أولى القاعات السينمائية للعرض بطنجة ؟؟؟
منذ احتراق التيفولي في أكتوبر سنة 1917م يبدو أن المشهد كان قد بقي فارغا في طنجة من سوى مسرح السيرفانتيس و قاعة ألكسار .لكن ماهو الشيء الذي حمل قاعة التلمساني وبنتريعة بطنجة تغلق قبل ولادة والدة السيد عبدالحميد الزكاف المولودة سنة 1935 و الذي ذكر أن صعوبات مالية هي السببية في إغلاقها ...؟؟في وقت كانت تعرف تلك العروض رواجا منقطع النظير .إن السبب الجوهري الذي جعل تلك القاعة تغلق أبوابها هو القانون المنظم للعروض في طنجة بعد دخول القانون الدولي حيز التنفيذ سنة 1925 و كما و سبق أن ذكرت أن سينما التلمساني و بنتريعة كانت لاتتوفر على كراسي للجلوس و قوانين تنظيم العروض الفنية بمعايير حديثة بدأت في اصدارها الإدارة الدولية بداية سنة 1933 م .بقي لي أن اذكر أن والدي رحمه الله من مواليد 1921 وقد عايش فترة وجود هاته السينما بداية سنة 1930 م
للحديث بقية ...
حقوق الملكية الفكرية لإبن عبدالصادق الريفي