السبت، 27 يونيو 2015

مفردات لغوية تحولت إلى مصطلحات في لغة أهالي طنجة : عيشة قنديشة ,سروال قندريسة :


كثيرا ما أستغرب من أفراقيات اللغة المستعملة و المتداولة على لسان العامة و مقابلتها بالتفسيرات التي تعد في غاية السذاجة أحيانا و سأركن اليوم مكتفيا بأنموذجين إثنين :
عيشة قنديشة : و هي المرأة التي كثيرا ما ارتبط تفسيرها بالكلمة البرتقالية عيشة الكونديسة .و بنوا على هذا التشابه الكبير بين كلمة قنديشة و كوندسة او كونطيسة قصورا واهية من الحكايا و الأوهام تداخلت فيما بينها .فكلمة عيشة قنديشة هي صفة و ليست دلالة على شخصية محددة .كإطلاق إسم عيشة القرعة لصفة على طائر و ليس أنه إسم الطائر بعينه .و قد سبق لي أن قلت أن الصفات التحقيرية غالبا ما ارتبطت بإسم عيشة أو عائشة للجدور الشيعية بالمغرب و خاصة في منطقة الشمال .
المعاني من قنديشة و قندريسة :
قنديشة :
في المغرب لا تستعمل عندنا كلمة أم كما في اللغة العربية كالقول أم رأسك أو أم أربعة و أربعين .و بالتالي كانت عندنا في لفظ المذكر هي الغالبة كبوراس و بوخالف و بوركابي .لكن عندما نريد وصف المرأة بصفة تحقيرية غالبا ما نسمي الصفة بذاتها ك طولانة و العوجة لكن عندما تريد صفة شخص صغير له صفة المرأة المسنة و الطاعنة في السن فيستعملون كلمة عيشة بدل كلمة أم و يظهر لي و الله أعلم فيما أقول أعتقد أن عيشة تستعمل لإرتباط صفتها بإسم أم المؤمنين فتم حذف المؤمنين و حذف أم لما له من عظيم التعظيم عندنا ,فاستعملوا فقط عيشة دلالة على أم التي في اللغة العربية.قلت أن الصغير إن أرادوا أن يطلقوا عليه صفة المرأة المسنة في التشبيه ضمن الجملة.
و بالتالي فكلمة قنديشة ليست لا هي كونطيسة و لا كونديسة و لا جنية من جان كناوا .بكلة بساطة أن كلمة قنديشة هي عربية فصيحة تامة الفصاحة في العربية و هي من أسماء الآلة .
قنديشة : و الأصل منها من كلمة القندسة و هي خشبة يستعملها البناؤون في القناطر و تكون مقوسة و تنطق كذلك كندجة أما أصلها فهي قندسة و معروف عنا نحن الأمازيغ نفخم السين نطقا حتى تتحول شينا فتصبح تداولا قندشة .و لعلكم لاحظتم التعريف المصطلحي ان خشبة القندسة تستعمل في بناء القناطر و هذا هو السبب الذي جعل الناس يربطونها بالبحر في حكاياهم .أعود إلى النقطة التي بدأت منها فعيشة قنديشة معناها عيشة المقوسة و عليك بحذف عيشة و استبدالها بالمرأة ليتضح لك المعنى الدلالي .
قندريسي : يكتبون و عندما يكتبون يجدون أنفسهم غرقى في المعاني و الذي أستغرب له عندما يحاول الناس التفسير للغة المغرب القديمة فإنهم غالبا ما يفسرونها برؤية القرن العشرين و كأن الناس الذين سبقونا كانوا أغبياء حاشا أن يكونوا كذلك .كنت قد قرأت في أكثر من مقال حول سروال قندريسي و جل من ذهب في القول أحالوها بالقول إلى إسم يهودي في فاس يقال له قندريسة و له مشغل لصناعة هذا النوع من السراويل و بالتالي سمي هذا السروال بإسمه .عندما تتكلم الحالية و العاطلة في التاريخ لن يبقى لي سوى أن أطوي ملفاتي في زمن احترف التاريخ كل من لا شغل له .
في لغتنا المتداولة الدارجة لدينا صفة نطلقها على الشخص الإنطوائي يقال له خندريسي و يعتبرها البعض الآخر بالحشومي المحتشم بينما أصل الكلمة في العربية الخندريس هي قديمة و جاءت بهاته المعاني
:خَندَريس: ( اسم )
الخَنْدَريسُ : الخَمْر
الخَنْدَريسُ الخَمْر القديمة
تمْرٌ خنْدَريسٌ : قديم
حِنطةٌ خَنْدَريسٌ : قديمة
و هكذا يمكننا إطلاق سروال خندريس أو قندريس القديمة الشكل ..كل ما في الأمر أن الخاء قلبت قافا لا أكثر و لا أقل..
كتبه ابن عبدالصادق الريفي في 27 يوينو 2015
.