الخلط و الخبط في الربط مابين المنصورة و قبة السلطان و قبة السلاطين
الأسرار الدفينة في الوثائق الغميسة من تاريخ طنجة المحروسة:
تتمة الجزء الأول :
أبدأ من حيث انتهيت في الجزء الأول من هذا الموضوع حيث البنية المنصورة التي ورد إسمها في النص المريني... جاء في النص : أن السلطان يعقوب المريني نزل بطنجة سنة 672 هجري الموافق 1273 ميلادي ( ولما طال عليها الحصار شرع في البناء عليها فبنى جزءا من البنية المنصورة ) .نفهم إذا أن جزئية من البناء قد تمت فعلا للبنية المنصورة بطنجة في مقابل هذا النص يجب علينا ألا ننسى أن طنجة القديمة التي هي طنجة المدينة اليوم كانت موجودة و كان السلطان يعقوب المريني يحاصرها . و قبل أن أحلل هذا النص المتعلق بالبنية المنصورة في طنجة تحتم علي آلية البحث تفكيك شفرة النص اصطلاحا فالبنية و البنية فتحا و ضما للباء تعني مابنيته و ضما الشيء الذي يبنى دفعة واحدة كما يعرفها البعض البنية ببنيات الطريق أما فتحا كل ما يبنى انظر كتاب الألفاظ العمارية لرشيد ابن الخياط الزكاري .أما في روضة النسرين فالبنية هي المدنية أو المعسكر ذات الأسوار .ولقد أورد المحقق نموذج البنية المتبقية في تلمسان .و أفهم من ذات النص أن البنية هي المعسكر بعينه .
على أساس النص سأنطلق بعيدا عن أي تعريف قد يعيق مجريات البحث مادام النص واضحا بشكل عام وعليه هناك سؤال يتبادر إلى الذهن و هي طنجة ,حيث نجد منذ القديم إسم طنجة البالية فمجرد كلمة البالية و تداولها في خرائط القرن السادس عشر و خرائط القرن السابع عشر يثير الفضول , ففي الخرائط الفرنسية وردت ب vieux tanger و في الخرائط البريطانية ب old tangier هذا التعريف و الإشارة على تلك الخرائط يطرح أمامنا عددا من الاسئلة لماذا تسمى بطنجة البالية مع أننا نعلم يقينا أن طنجة التي داخل الأسوار التي هي اليوم هي طنجة التي سكنها من سبقونا و عمروها وكانت محل صراع ..قد يقول قائل أن طنجة البالية سكنها الرومان و الفينيقيين لوجود حفريات تعود للحقبة الرومانية قربها وهذا التصور في نظري جنح عن الحقيقة ذلك أن قبور و مآثر الرومان توزعت على كل طنجة في عدد من المناطق و لم نشهد أو سمعنا أن سميت تلك المناطق بطنجة البالية أو طنجة القديمة .ولاتوجد شواهد ثابثة أن عمرت طنجة البالية بالعمران المتمدن ماعدا استمراريتها من القديم إلى اليوم كمدشر من أحواز طنجة القديمة . وحتى لا نتيه في عدد من المعطيات التي لن تقدم أو تؤخر في الموضوع من شيء .لنقارن أقرب إسم إلى طنجة البالية في المغرب ألا و هو فاس البالي وماظهر إسم فاس البالي إلا بعد توسع فاس نحو فاس الجديد بداية سنة 1850 م على التقريب و ما أخذ فاس القديم إسم البالي هكذا إلا بعد التوسع الجديد .
إذن سأحاول أن افهم كل هاته الأشياء و سأضمها إلى بعضها لتتضح الصورة متكاملة لدينا و سنعرف السر في تسمية طنجة البالية .على أساس معطى مدينة فاس البالي و فاس الجديد ..فكان في حقيقة الأمر أن تسمى المدينة القديمة التي هي داخل الأسوار بطنجة البالية و المدينة الصغيرة في طنجة البالية تسمى طنجة الجديدة .فكيف إذن يمكننا إطلاق اسم طنجة البالية في ذلك الوقت على بناء حديث نسبيا و متقارب لذلك الوقت التي وضعت عليه الخرائط هذا شيء لا يتصور طبعا لأن الإسم البالي يعني القديم و الأول في التراتبية و الشواهد الدالة على الأرض تشير أن تلك المنطقة لم تكن عامرة عمرانيا كباقي المدن إذن كيف سميت بطنجة البالية ؟؟و قبل أن أطلق الأحكام يحتم علي منهج البحث أن أستعين بالشواهد و الدعائم الوثائقية ففي خرائط القرن السابع عشر تشير أن هناك بتلك المنطقة كان تحصين على شكل معسكر صغير و بجانبه قرية صغيرة غير محصنة و غير بعيد مجموع ابراج حراسة تسمى برأس مالاباطا في بعض الخرائط الأخرى و قد ذهب البعض أن بعض الآثار التي كانت هناك هي قصبة الخصير غيلان على اعتبار أن تلك الخرائط رسمت في الفترة البريطانية أي نهاية القرن 17..و إنه من جانبي حتى و لو كانت قصبة الخضير غيلان هي التي في تلك الخرائط مع أن هاته الأراء ليس هناك شواهد قوية تدعمها و حتى لو أخذت بها فلايتصور في عقلي و لا في منطق البحث أن بناءا جديدا يسمى بطنجة البالية في وقتها مادامت الخرائط أقرب لتك الفترة ..إذن كيف لي ان افهم و اصل إلى المعنى من اصل الكلمة و التسمية ؟؟؟
يكون علي إذن لزاما الإستعانة ببحوث المساحين الأركيولوجيين الذين مروا من طنجة و فتشوا في كل أنحائها ابتداءا من سنة 1875 إلى سة 1970 م وكان أهم مسح لتلك المنطقة المتواجدة بالغندوري قام بها الأركيولوجي
montalban
سنة 1950 و لم يسبق لبحثه أن تم نشره من قبل و ظلت نتائج ذلك البحث مخفية إلى سنة 1970 م .....
تتمة الجزء الأول في النشرة القادمة ...
كتبه ابن عبدالصادق الريفي
اللهم إن أخطأت فمني و من شيطاني و إن أصبت فمن الله و فضله .