تلخيص كتاب إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر و الرابع
تأليف :عبد السلام بن عبدالقادر بن سودة
تنسيق و تحقيق : محمد حجي
نشر : دار الغرب الإسلامي
توطئة :
لعل كتاب إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر و الرابع عشر لعبد السلام بن عبد القادر بن سودة ,قد بلور فكرة الأعلام المغربية و كان مؤلفه كما ذكر محمد حجي في مقدمةكتابه موسوعة أعلام المغرب المنشورة سنة 1996 صفحة 5 الجزء الأول,أن ابن سودة كان حريصا على نشر ستة من كتب التراجم المغربية الموضوعة على تسلسل السنين لتغطي العصر الأسلامي كله.
و من المعلوم أن هذا الصنف من التأليف حسب حوادث الوفيات قد سبق إليه المشارقة ,وأشهرهم الحافظ شمس الدين الذهبي الدمشقي في كتابه تاريخ الأسلام في 36 مجلدا و العبر في خبر من غبر في 5 أجزاء تغطي القرون السبعة الأولى.
وقد تبلورت لدى بن سودة نشر كتابه إتحاف المطالع في السبعينات متلاحقا بعد نشر كتاب شرف الطالب لابن قنفذ,ووفيات الونشريسي و كتاب لقط الفرائد لأحمد بن القاضي و كتاب نشر المثاني لمحمد بن الطيب القادري ,غير أن أمنيته لم تتحقق آنذاك.
تعريف الكتاب :
كتاب إتحاف المطالع بوفيات القرن الثالث عشر و الرابع جعله مؤلفه ذيلا لكتاب لكتاب نشر المثاني و اختصاره إلتقاط الذرر لمحمد بن الطيب القادري ,و كتاب إتحاف المطالع وضع في الأصل موسعا جدا بإسم زبدة الأثر و بسط فيه الأحداث المعاصرة وجلب نصوصا طويلة كالمعاهدات و الندوات و التعاليق الصحفية ثم اختصره مبتدئا من العام 1171 هجرية لكون القادري توقف في كتابيه المذكورين عام 1170 للهجرة.
ولعل أهم التراجم التي جاءت في الكتاب هي المتعلقة بشيوخ المؤلف و حررها مع ذلك مختصرة على نمط التراجم الأخرى محيلا على مافي فهرس سل النصال للنضال بالأشياخ و أهل الكمال.
**القسم الأول و يتعلق بالمصادر الغير المطبوعة للكتاب
يذكر المؤلف عبد السلام بن سودة,أنه وعد في مقدمة كتابه بذكر كافة المصادر التي استفاد منها في تخريج كتابه إتحاف المطالع و أرشد إلى وجودها كافة في الخزانة الحسنية أو الخزانة العامة بالرباط .
و ضمت لائحة الكتب المخطوطة المذكورة 151 مخطوطا ,ذيلها المحقق محمد حجي بلائحة الكتب التي طبعت منها لحين زمن نشر الكتاب ,و كانت 12 كتابا من مجموع الكتب المخطوطة 151.
وصنف المؤلف لائحة كتبه التي اعتمد عليها على حروف الأبجدية مبتدئا بالألف ,و من أهم الكتب التي اعتمدها المؤلف أو ركن إليها و التي تنتظر التحقيق هي على التوالي:
البستان الظريف في دولة مولانا علي الشريف و الروضة السليمانية في ملوك الدولة الإسماعيلية ومن تقدمها من الدول الإسلامية ,و عقد الجمان في شمائل سيدنا ومولانا عبدالرحمان لأبي القاسم الزياني ,و كذلك كتاب الإغتباط بتراجم أعلام الرباط لأبي عبدالله محمد بن مصطفى بوجندار الرباطي.... و القائمة تضم كتب التراجم و الحوليات و الفهارس و المناقب.ولعل هذا الكم من المخطوطات ليدل على سعة إطلاع المؤلف بالمخطوط المغربي خصوصا و يدل دلالة واضحة على زخم المكتبة المغربية من حيث التراكم التراثي الذي يحتاج إلى خروجه إلى النور.
** القسم الثاني ويضم لائحة المصادر المطبوعة:
تضم لائحة المصادر المطبوعة التي اطلع عليها المؤلف 78 كتابا مطبوعا صنفها كسابقتها على الحروف الأبجدية ,ضمنها الإستقصا للناصري و إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس لإبن زيدان,و الإتحاف الوجيز المهدى لمولاي عبد العزيزلمحمد بن محمد بن علي الدكالي السلاوي و الأعلام بمن حل بمراكش و أغمات من الأعلام وملوك الأسلام للعباس محمد بن إبراهيم المراكشي و كتاب الجيش العرمرم الخماسي في دولة مولانا علي الشريف السجلماسي لمحمد بن محمد أكنسوس المراكشي,والمعسول للشيخ المختار السوسي ,و كتاب سلوة الأنفاس للشيخ محمد بن جعفر الكتاني ...
لعل ما أثار انتباهي في اللائحتين التي ذكر المؤلف أنه وضعهما بنفسه في بداية الصفحة 645 ,هو وجود اسم كتاب الأغتباط بتراجم أعلام الرباط لمحمد بن مصطفى بوجندار الرباطي في كلا اللائحتين و حتى منسق و محقق الطبعة محمد حجي لم يشر إلى هذا الألتباس التي سقط سهوا لدى بن سودة,غير أن ما زاد الأمر تساؤلا هو ورود إسم كتاب الأتحاف الوجيز ضمن لائحة الكتب المطبوعة التي أشار إليها المؤلف علما أن بن سودة توفي سنة 1400 للهجرة و كتاب الأتحاف الوجيزلمحمدبنعلي الدكالي ظهر في طبعته الأولى بتحقيق مصطفى بوشعرا سنة 1406 للهجرة ضمن منشورات الخزانة العلمية الصبيحية بسلا.
** القسم الثالث و به ترجمة المؤلف
استهل المؤلف نبدة حياته بالأسباب التي جعلته يكتب نبدة عن حياته,جريا على عادة المؤلفين زمن كتابته لتلك الترجمة ويظهر جليا أنه كتبها و المغرب لم ينل إستقلاله بعد و أوضح المحقق محمد حجي أن هاته الترجمة أصلا كتبها ابن سودة في كتابه سل النصال و أنه أعاد نشرها في هذا الكتاب للتعريف بالكاتب.
فهو عبدالسلام بن عبدالقادر بن محمد بن سودة, الغرناطي النسب المري القرشي الأصل.ينتمي لأسرة علم عرفت منذ القرون الأسلامية الأولى,ولد بفاس عام 1319 للهجرة و كفله و رباه جده من جهة الأم العابد بن الشيخ أحمد بن سودة,فكان له بمثابة الإبن ملازما له,فأدخله القرويين عام 1337للهجرة بعدما ظهرت على الؤلف علامات شغوفه بالعلم فلما كانت 1341 للهجرة عين مدرسا في مدرسة اللمطيين بفاس لمدة ثلاث سنين
ليعين بعد ذلك في صف العدالة بسماط العدول بفاس سنة 1345 للهجرة.
تولى الخطابة بضريح المولى إدريس و لزمها مدة عشر سنين من 1359 ل 1369 هجرية
ثم عزل عنها.وعين في خزانة القرويين سنة 1372 و بقي فيها لحين عزله فتفرغ بعد ذلك للتصنيف و الكتابة خصوصا في تاريخ المغرب .ثم استطرد المؤلف قائمة الكتب التي ألفها
فكانت 16 كتابا أولها الدروس النحوية ألفه عندما كان في سلك التدريس ثم كتاب في الشطرنج لم يطبع بعد.أما الكتب التاريخية التي ألفها فهي:
دليل مؤرخ المغرب الأقصى الذي نشر في 1950 بتطوان و هو الكتاب الذي يشتمل على ذكر أكثر من 2300 كتاب و ذكر فيه أكثر من ألف وفاة ,ويعد من أهم كتب المؤلف مطلقا.
و كتاب زبدة الأثر مما مضى من الخبر في القرن الثالث عشر و الرابع و هو ذيل كتاب نشر المثاني للقادري,و قد تناول فيه أكثر من 3000 وفاة.
و كتاب إتحاف المطالع بوفيات القرن الثالث عشر و الرابع و هو اختصار كتاب زبدة الأثر ,ويستطرد المؤلف في التعريف بكتبه سواء في التاريخ أو الفهارس أو المقالات , الأمثال و الرحلات ,و لعل الملاحظة الهامة أن كل الكتب التي ذكرها بن سودة لم تطبع,ماعدا كتاب واحد له طبع في حياته و هو دليل مؤرخ المغرب الأقصى,و حتى كتابه إتحاف المطالع كما ذكرنا في مقدمة التلخيص لم يشهد النور إلا بعد وفاته حيث نشر أولا في موسوعة أعلام المغرب سنة 1996.
**القسم الرابع الفهارس:
بوبت فهارس الأعلام مرتبة حسب حرف الهجاء العربي حسب الأسم و النسب و لقب الشهرة بينما وضع الكتاب حسب السنوات التي حدثث فيها الوفيات ابتداءا من سنة 1171هجرية.و اشتملت الفهارس على سنوات الوفيات و الأسماء مرتبة حسب حروف الهجاء و قابلتها أرقام الصفحات,ولعل ما نلاحظه أن الفهرس ذكر جميع الأسماء التي ذكرت في الكتاب و ليس المترجم لها فقط.و لهذا نجد أسماءا بالفهرس ليس فيها تاريخ الوفاة و لا رقم الصفحة بينما أخرى نجد فيها أسماء و سنة الوفاة و رقم الصفحة.و بلغ مجموع صفحات الفهرس من ص 667ل ص775 و بلغ عدد الأعلام إجمالا 2254 اسما
تمت الترجمة له أو ذكره في كتاب إتحاف المطالع.و لاحظت أن بن سودة أغفل الكثير من أعلام الشمال و خصوصا طنجة على الرغم من ذكره لأحمد العياشي الشكيرج و الحسن الغسال و غيرهم.و لعل ما أثار انتباهي هو ذكره في كتابه لعلم أجنبي هو ليفي بروفصال صاحب كتاب مؤرخو الشرفاء ....
خاتمة: كتاب إتحاف المطالع هو أبداع ثان بعد الدليل لابن سودة و يعد إتحافه مميزا أنه أرخ حتى لفترة قريبة لسنة 1980 مما يجعله من أهم مصادر التاريخ الحديث و المعاصر بالمغرب.