الاثنين، 12 أبريل 2010

ذكرى 9 أبريل -1947/2010 العبرة و الدلالات

لعل الحدث التاريخي و استنباط المغزى من حيثياته ترجع بالأساس لقراءة متفحصة و عميقة في الحدث نفسه,و 9 أبريل 1947 تجسد منطلق الوحدة المغربية في بناء الدولةالمغربية بعدما كان المغرب ممزقا في خريطته السياسية إبان توقيع أتفاقية الحماية في 30 مارس 1912 فقد جزأته تلك الأتفاقية إلى مغرب فرنسي و آخر أسباني و طنجة لمنطقة دولية, ولعل زيارة السلطان محمد الخامس لطنجة سنة 1947 عبر القطارمن الرباط إلى طنجة ومروره بالمنطقة ذات النفوذ الإسباني لهو تعبير واضح أن كل المناطق الثلاث جزء واحد ملتحم و منصهر في رمز سلطة السلطان عليها,وليس المقام هنا للإستخلاص المعاني و الدلالات لتلك الزيارة التاريخية التي مهدت في الأساس للإستقلال التام للدولة المغربية.ما لفت أنتباهي في الذكرى الأولى للزيارة الملكية لطنجة صدور عدد خاص لمجلة رسالة المغرب التي كانت تصدر في الرباط في العدد المزدوج الثامن و التاسع أبريل1948 ,تكريس جل مواضيع المجلة لطنجة ,لكل من عبد الكبير الفاسي و محمد التطواني و عبدالرحمان الفاسي كما كان لشاعرا طنجة عبدالغني سكيرج و أبوبكر حسن اللمتوني حضورا بقصيدتين,لقد جاءت في واقع الأمر مقالات عبدالكبير الفاسي و محمد التطواني فريدة في توضيح عدد من الخصوصيات الطنجاوية مشتملة في سابقة متفردة منبثقة من عمق تفكير مغربي أساسه فهم التركيبة الأستعمارية التي كانت تحاول طمس الهوية المغربية من طنجة و جاءت مقالاتهم توضح عمق التجدر التاريخي لطنجة الأسلامي المغربي ,لقد أبهرتني حقيقة تلك المقالات و أعتبره سابقة متفردة في بناء هيكلية جديدة لكتابة التاريخ البلداني لطنجة,و لقد كانت تلك المقالات تعبر بوضوح على بعد نظر و عمق في التفكير عند الرعيل الأول و شعوره بمدى الخطر الذي كان يتهدد الهوية التاريخية المغربية ,,و لي في وقت لاحق تلخيص تلك المقالات على هاته المدونة,,,,,,...